أخذتني موجةٌ الى فلسطين
من قالَ بأن الأقلامَ ثرثاره ؟ ، بل أنها تبحرُ في أمواجِ الكلمات فتصعدُ أنفاسُ الحبرِ الى الله ، فقد أقلّتني موجةٌ إلى فلسطين حيثُ العشقُ والأمل والطهاره ، الى الحجارةِ المُرصّعةِ بالكرامه ، الى رجالٍ يتنفّسونَ التراب وتُدغدغهم الرصاصه ، الى غصن الزيتون المُعطّرِ برائحة الشهاده .
في فلسطين تبتسمُ الدموع في الأجفانِ ضاحكة مستبشره ، في فلسطين يرى الأطفال دبابةَ العدو بحجم الذبابه ، في فلسطين يهنئ الزوج زوجته بموتِ وحيدهم ويتلقّونَ المُباركه ، في فلسطين الأنفاقُ قصورٌ والحصارُ يزيدهم مناعه ، في فلسطين الجرحُ غايه والدمُ طهاره ، في فلسطين ساحةُ الحربِ لعبةٌ قديمه وبارودُ العِدوِّ مصابٌ بالهشاشه ، في فلسطين تحتضنُ أعمدةُ المساجد أجراس الكنيسه ، في فلسطين الحياةُ مزحةٌ ثقيله والموتُ مطلبٌ وغايه .
فلسطين ليست قضيّه بل أنّها عقيدةٌ بعد الكتاب والسنه ، ليست فلسطين لحنٌ وغناءٌ وشعارٌ وكوفيّه ، فهي أكبرُ من حماسَ وفتح واحزاب معارضه ، فلسطينُ أرضٌ مباركه وجنّةٌ مُداسه ، هي عروسٌ جميله مهرها الشهاده ، فلسطين عامودٌ فقري بظهرِ أمّتنا العربيه ، تمرضُ فلسطين ولا تموت فموتها يعني النهايه ، الشوك بالرغم من حدّته يصيبهُ اليباس ورائحةُ الوردِ المدهوس تبقى جذّابه ، حبيبتي فلسطين ما أجمل تلكَ الموجه .
بنو صهيون يخافون فلسطين وترعبهم تلكَ الكلمه ، يقلقونَ من زقرقة العصفور على أغصانها الغضّه ، يصرخ الرضيعُ الفلسطيني فيشدّدونَ على أنفسهم الحراسه ، تُقلقُ راحتهم تسبيحةٌ ومصلوةٌ وركعه ، تُرعبهم الزغروده وتقتلهم أرقُّ طعنه .
ارفعي رأسكِ عالياً الى السماء فأنتِ فلسطين وكفى .
