” النير….”
د. محمد شواقفة
#النير لمن لا يعرفه هو اداة خشبية تشبه الجسر توضع على رقبتي دابتين معا لتضمن تحركهما بنفس الاتجاه دائما… و لا يهم نوع الدابة و لكنها تستخدم مع الحمير و الابقار و حالات قليلة جدا مع البغال. و تكون الدابة في حالة بحث مستمر عن النير مع ان النير على رقبتها.
لا أستطيع تجنب التفكير بكثير من المواقف تجاه ما يجري هذه الأيام دون أن نذكر النير.
الحراث يقود الدابتين ويحافظ على توازنهما، فلا يستطيع أي منهما أن يختار اتجاهه و لا أن يسرع أو يبطئ… و كل ما يحتاجه هو “منساس” أو في بعض الاحيان منخاش ليذكر تلك الدواب بأن لديها دور و عليها أن تؤديه.. لا أكثر ولا أقل أو لن تحظى بحصتها من العلف الذي يضعه الحراث في كيس مربوط على فم الدابة.
لا تستطيع أن تحتج أو تعترض و تواصل المسير… فتارة تجنبا للسعات السوط و معه المنساس و تارة طمعا في حصة أكبر من العلف و ربما اذا حالفها الحظ ستنال شربة ماء.
لا شك بأن اتفاق الدواب باتخاذ موقف موحد بالتوقف بسبب أو بدون سيتعب الحراث كثيرا، و لكن لكل دابة اجندتها الخاصة و تقديراتها لما يجوز و ما لا يجوز، فهذه لديها طموح و مصالح و هذه لديها شكوك و مخاوف و هذه عندها خطوط حمراء و ثوابت و تلك لا ترغب بمزيد من المتاعب فهيهات لذلك أن يحدث… و خصوصا أنه لن ينالهم شيئا من تلك الغلال.
هرج و مرج و صراخ و عويل، النار تشتعل في المزرعة و حريق كبير يلتهم اخشاب النير…. فرصة سانحة ان تتحرر من نير الذل و العبودية… هذه فرصة ربما لن تتكرر!!!!
“دبوس على الذل”
