الامتحانات بدأت

الامتحانات بدأت

د. ذوقان عبيدات

وصلت رسالة من #معلمة نشيطة وناجحة تقول: الأحد تبدأ #الامتحانات وهذا يعني أن الحرب بدأت!! ولا أدري هل تقصد #الحرب مع أطفالها أم طلبتها!

والمعلمة على حق! لقد علمنا صقور الامتحانات أنه : في الامتحان يكرم المرء أو يهان! تخيلوا معي نشاطاً تربوياً يؤدي إلى إكرام عدد من الطلبة وإهانة عدد آخر!!

مقالات ذات صلة

كما علمنا صقور الامتحانات أنهم يبحثون عن #أحاجي وألغاز للتفنن في إلحاق الإهانة بالطلبة . و علمونا أن السمكة يجب أن تتقن مهارة الصعود إلى الشجرة وتنافس العصفور والقرد في هذه المهارة وإلا فلتبقى في بحرها أو بركتها ذليلة مهانة!!

وعلمنا صقور الامتحانات أن الامتحانات سلسلة متواصلة تبدأ منذ لحظة دخول الطفل في الروضة – هناك مدارس تمتحن أطفال الروضة قبل التحاقهم بها- وتستمر عبر الصفوف، وينجح من ينجح ، ويهان من يهان حتى التوجيهي مرورًا بحوالي ألفي امتحان ليس معظمها ضرورياً ولا مفيدًا .

وعودة إلى رسالة المعلمة: بدأت الحرب! وهذه حقيقة .. فما هذه الحرب؟ ومن أطرافها؟ وما أسبابها؟ ومن المنتصر المكرّم؟ ومن الخاسر المهان؟

يقول التربويون الحمائم: إن الامتحان خبرة تعليمية تعود على الطلبة بالمزيد من التعلم ! ويقولون : التقييم هو تعلم Assessment As Learning وأن آخر درس في كل مادة هو اختبار – وليس امتحاناً– يتعلم منه الطلبة معارف وخبرات إضافية! ومع ذلك فإن المعلمين والأهالي يشنون حرباً شاملة على الطرف الآخر – وهم الطلبة.

المعلمون يتلذذون بالنصر منذ البداية . والأهل يقاتلون أطفالهم حتى لا يشعروا بالهزيمة، والأطفال ضحايا لا ذنب لها إلا بإجبار السمكة على الصعود إلى الشجرة !

حين يهدأ غبار المعركة يبدأ المنتصرون بجني الغنائم: شكراً ، وجوائز وهدايا، وينزوي المهزومون جنباً إلى جنب مع السمكة الخائبة والتي لم تتمكن من صعود الشجرة.

والمشكلة في الامتحانات وبصراحة تامة:

أننا لا نعرف كيف نمتحن طلبتنا ! وكيف نختار الأسئلة المناسبة! بل ولماذا نمتحن طلبتنا ؟ وهل علينا أن نعيق عدداً منهم من النجاح؟

كلنا يعرف – وهذه حقيقة- أن ما يكتبه الطلبة في أوراق الامتحانات ينسى معظمه بعد فترة! ولكنها الحرب للحرب! هكذا أرادها صقور الامتحان!

ملاحظة: تكرار السمكة في المقالة هو أن فلسفة الامتحان هي في إجراء منافسة بينها وبين العصفور على صعود الشجرة! فيا أسماك العالم.. اتحدوا !!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى