المعدل مابتعدل

المعدل مابتعدل
معاذ مهيدات

معاذ مهيدات_ أحدثكم من بين صفوف المواطنين، المواطنين الحقيقيين الذين إذا اقتربوا من آخر الشهر يحتارون، أو إذا حلت الأعياد يبكون ويولولون .

هذا المواطن المسكين، يعيش حالة من اليأس و الإحباط التامين، فحاله مع الحكومات يشبه كثيراً حال صاحب قصة (هجم النمر)، حين لم يصدقه أحد عندما هجم عليه نمر حقيقي بعد جرعات من الكذب و التزوير و الضحك على أهل القرية.

فمنذ عشرينيات القرن الماضي و الحكومات تترى، و التعديلات الوزارية مستمرة، ومع كل حكومة جديدة، أو تعديل وزاري جديد، نسمع وعوداً بالإصلاحات، وتعشيماً بحياة منعمة رغيدة، أو كما يقولون ( حياة العز و أكل الوز ).

مقالات ذات صلة

و كل حكومة جديدة، تحمل الأخطاء و الأوزار للحكومة القديمة، و كذلك الوزير الجديد يحمل سلفه الفساد كله، و لكن لاشيء يحدث على الإطلاق، فيبقى الوضع على ما هو عليه، بل يسير من سيء إلى أسوأ.

لهذا كله اتضح – جلياً – للمواطن المسكين، أنه لا فائدة ترجى من أي تعديل حكومي أو وزاري، بل أن هذه الحكومة الجديدة و وزراءها عبءٌ جديد على عاتق المواطن، لأن ذلك يعني منزلاً جديداً وتأثيثاً جديداً لمنزل الوزير ومكتبه وسيارة جديدة إن لم تكن سيارتين، فالحل تعديل على آلية مكافحة الفساد أولا.

ما بقي من المتفائلين كانوا يأملون خيراً في حكومة الرزاز، لكن هذا التفاؤل بدأ يتلاشى لدى الكثيرين، و يزول لدى آخرين.

فحين تخبر مواطناً عن تعديل وزاري، يبتسم ساخراً، كأن الأمر لا يعنيه، أو كأنها مباراة نتيجتها معروفة لديه مسبقاً.

فكم من جرعة تحملها هذا المواطن، من أجل تحسين معيشته و وضع البلاد الاقتصادي، كما صرحت بذلك الحكومات المتعاقبة، وتحمل منذ إقرار أول جرعة، و لكن توالت عليه الجرعات و لم يتحسن شيء.

ألزموه بالدفع في كل مكان، يدفع تحت عنوان عريض ظاهره فيه الرحمة ( الدعم الشعبي)، كم من ضريبة يقرونها على التاجر، فيمررها قوية مضاعفة و بمهارة واتقان إلى المواطن، فكل ضرائب التجار يدفعها المواطن، وكل سلعهم وبضائعهم لابد أن تسوق و تباع للمواطن مهما كان تاريخ صلاحيتها.

فماذا تنتظر من مواطن يعيش تحت خط الفقر، و يكابد أعلى أسعار للطعام والكهرباء والاتصالات والنقل والماء والعلاج في العالم، إلا أن يصل به الحال إلى ما وصل إليه.

فهل من جديد مع التعديل الوزاري الجديد؟؟!!، أنا شخصياً لا أرى في هذا الجديد إلا عبئاً جديدا، و استمرار حكاية هجم النمر و هجم النمر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى