مصباح علاء الدين / سهى عبدالهادي

مصباح علاء الدين

علموا بناتكم تحقيق احلامهن قبل الزواج ، فالرجل ليس مصباح علاء الدين / برتراند راسل
يا لها من عبارة حكيمة وعادلة لكلا الجنسين واجمل ما فيها احترامها لكيان كل منهما وامكانياته وقدراته دون اجحاف للرجل او اسفاف للمرأة .

مهم جدا للمرأة أن تثق وتؤمن بنفسها وبقدرتها على الحلم والعمل والإنجاز والأهم ان نربيها وننشئها منذ صغرها على ذلك ، فالله عز وجل خلقها شخص مستقل له من الحقوق والواجبات كما لشريكها الرجل تماما ، وهي مأمورة بان تعقلها وتتفكر بها مليا اذ سوف تسأل عنها لاحقا بما لها من عقل يؤهلها ان تميز به بين الصواب والخطأ ، وقدرة على التفكير والتخطيط لما تريد وتتمنى دون وصاية عليا او قوة خارقة تتمثل في شخص رجل ما ، وهذا من عدل ربنا فينا بأن نمتلك انفسنا ونقودها لما فيه خيرها وصلاحها بكامل وعينا وارادتنا .

احيانا دون وعي منا واثناء تربيتنا لبناتنا نغرس فيهن ما لم يرتضيه رب العالمين لهن ، نهمل تكريم الخالق لهذه الفتاة بأن تكون ذات فكر حر ، غني ، وقيم … يحملها على اجنحته الى بر الأمان في حياتها وآخرتها ، فيأتي البعض ( ولا زال هذا البعض موجود بيننا ) ليهمش في داخلها هذه النعمة ولا يكتفي بذلك بل على العكس قد يوطن فيها خزعبلات وخرافات غير واقعية عن الفارس المغوار القادم على فرسه الأبيض ليحملها محققا احلامها وآمالها وهو العاجز احيانا عن حمل وتحقيق احلامه ، وذلك ينطوي على خداع واستخفاف وظلم لكليهما معا ، لا سيما عندما يختبئ هذا الخداع والظلم بين ثنايا قصة خيالية حلوة ولطيفة تدغدغ مشاعر وارواح غضة في بداية مشوارها …

مقالات ذات صلة

الرجل المسكين في هذا الزمن الصعب المنهكة اكتافه تحت ثقل آماله واحلامه هو ذاته !! فكيف به محملا احلام واماني غيره !! لا ادري لماذا يصر البعض على ان يدخلوه متاهات علاء الدين ومغارات العصور الغابرة باحثا عن مصباحه السحري الذي لم يكن له يوما وجود الا في مخيلتهم وفهمهم القاصر ، وقد يبالغون ليوهموه بأنه سوبرمان اللحظة ذو القوة الخارقة القادر على حمل ما لا طاقة له به ، لتأتي الأيام بقسوتها وبرودتها كاشفه سذاجة وهشاشة حيل معيشية وانماط تفكير هزيلة ذات عواقب وخيمه لكليهما …

في النهاية كيف يمكن لشخص ان يتبنى احلام غيره ويبذل اقصى جهد لتحقيقها …؟

في الحياة الحقيقية وفي الواقع ذلك لا يحدث ولن يحدث ، نعم قد يكون هناك احلام مشتركة يسعى الطرفان المرتبطان معا لتحقيقها ، وهذا شئ جميل ومحبذ لكن ذلك لا ينفي او يعيق ان يكون لكل منهما احلامه وتأملاته الخاصة التي تؤجج داخله شعلة الأمل والإبداع وتذيقه طعم فرحة الوصول ، لذلك لا يصح ابدا ان يقف احدهما متفرجا ومنتظرا من شريكه ان يحقق له احلامه على أمل ان يصفق له ويعطيه في المقابل وسام دور البطولة المطلقة بينما هو يقف مسترخيا على هامش الحياة …!!

سهى عبد الهادي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. موضوع يحتاج الى تغيير في النظره النمطيه (العادات و التقاليد) للفتاه و نشأتها و تعليمها و ثقافة العيب (الوهمي) التي تعيق كل مايحاول التربوبيون و علماء الاجتماع بنائه, فتاة اليوم هي مربية الأجيال و الأم و تطور الثقه و الاعتماد عليها يجب ان يكون بمستوى حجم مسؤولياتها الجسام

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى