ترامب وسيوف المهزومين / وليد عبد الحي

ترامب وسيوف المهزومين

انهاء ترامب لعضوية الولايات المتحدة في اتفاقية التبادل الحر عبر الهادئ يشير لما سبق وأكدنا عليه في اكثر من موضع بان ” الرجل ليس بهازل، ولا يميل لدبلوماسية المناورات التقليدية بل سيكون له مناورات غير تقليدية ومبتكرة ” ، وعلى العرب ان يتعاملوا مع الرجل بتهيب أكبر كثيرا مما يظنون، فها هي اليابان واستراليا وغيرهما ييممون شطر بكين لعلها تسند الاتفاق الذي فقد راسه، ولا شك ان الصين ستعمل على اعادة رسم الخريطة الاقليمية في شرق آسيا من خلال السعي لاقامة مناطق تبادل حر بديلة عبر الغاء الحواجز الجمركية وغير الجمركية وبهدف ضم الدول ال 21 في تجمع ايبك.
إن النزعة الحمائية في التجارة الدولية تجد الآن في ترامب الحامل للوائها، وهو ما يشي بأن على الدول العربية ان تبدأ البحث في تنويع نطاق تحالفاتها، فقد أثبتت الولايات المتحدة ما سبق ان قاله آخر رئيس لفيتنام الجنوبية ” فان ثيو” عام 1975 بأن أكثر الناس غباء هو ” من يثق في الولايات المتحدة” ولنا في منعها دخول شاه ايران للعلاج بعد سقوطه دليل شاخص في الذاكرة القريبة…فالولايات المتحدة تجعل من مقولة فيلسوفها البراغماتي الأشهر جون ديوي دليلها، فديوي يقول ” إذا كانت فكرة الله مفيدة فالله موجود، وإذا كانت فكرة الله غير مفيدة فالله غير موجود”…أنها براغماتية امريكية تعي ما تفعل وبوعي كبير ودون غرائزية، اما الأخلاق بالمعنى المتداول فهي في منظور ديوي ” سيف المهزوم” لأن الاخلاق لديه هي القوة والمصلحة…
اعتقد ان المسافة بين وعود ترامب الانتخابية وسياسته الفعلية ستكون هي الاقصر في التاريخ الامريكي الحديث والمعاصر فلا شيء إلا القوة والمصلحة وبمناورات غير تقليدية ولفترة سنوات اربع قد تتكرر دون ان تصنع اتجاها أعظم ، لكنها فترة قد تتسم بتجريد المهزومين حتى من سيف الهزيمة…. ربما.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى