الأم الفلسطينية…واقع و اسطورة !

#الأم #الفلسطينية…واقع و اسطورة !

بسام الياسين

((( ابلغت والدتي المناضلة ناريمان التميمي، اخي الذي قام،بالمشاركة في فض مسيرات المواطنين ـ احتجاجاً على قتل المناضل نزار بنات ـ،ان لا يعود الى المنزل،فاما ان يستقيل او يعتذر.والا ستعلن براء تها منه،”خاصة بعد ان تحولت عقيدة شرطة السلطة من حمايته الى قمعه وحتى قتله” / عهد التميمي ))).

هي عهد التميمي الفلسطينية الطفلة التي صفعت ضابطاً صهيونياً مدججاً بالسلاح من كعبه حتى ارنبة انفه امام جنده.صفعة هزت ضمير العالم الساكت عن حق شعب مقتلع من ارضه. يتوه في رحلة تيه، منذ نكبته قبل سبعين سنة حتى الساعة.شعب يعيش بين طريد،لاجيء،نازح ،،سجين في زنازين ذوي القربى،او شهيد برصاص الصهاينة.صفعة الطفلة، خلخلت ثقة المؤسسة العسكرية المزهوة بنفسها، و اثبتت عهد ان عساكر الصهاينة مهما تدججوا بالقوة، ليسوا اكثر من دمىً حين تنتفض الارادة الشعبية.

#الكف #الفلسطيني، اثبت قدرته على مواجهة المخرز #الصهيوني،كاشفاً دونية المطبعين،اصحاب الشوارب المنتوفة بملقط العمالة، الذين يحتفلون بزواج متعة مع الصهاينة،لاجل دفن القضية الفلسطينية. خسئوا

هؤلاء ما عرفوا ان،المرأة الفلسطينية اكثر رجولة منهم،تلد الرجال والبنادق في اتون المعركة،للدفاع عن انظمة تصهينت، و اخرى تفرعنت،وثالثة تفرغت لذبح شعوبها وباتت تطلب حماية اسرائيل خوفاً من مواطنيها. امرأة من سلابة الخنساء تضحي باولادها،وتنتفض لنفض الإهانة عن امة،استمرات الاهانة والسكوت على تدنيس مقدساتها،واكتفى العربان بتحَميلّها عواقب هزائمهم المنكرة المتكررة.

الفلسطينية امرأة حطمت معادلة توازن القوى بعد ان ايقنت،ان النظام العربي ميت سريرياً ،يتنفس على الاجهزة،ويمشي على ساقين من خشب و كذب.فاحست بامومتها ومجسات مشاعرها، ان ما جرى ويجري حولها مهزلة،و ذرف الانظمة دموع التماسح على تهويد القدس،كذبة لم يقدر عليها مسيلمة.

هي مهرة صاهلة قفزت فوق الحواجز واخترقت المتاريس.واعترفت الدنيا لها، بقوة الاعجاز والانجاز.استعلت على بهرجة الانوثة و اكسسواراتها،فصار رحمها،خزان يستولد الشهداء.لم تتوقف عن العطاء كما الارض الطيبة الحاملة لمعاني الخصب والنماء.تسامت على الجراح،فرمت اللطم على الخدود وتمزيق الجيوب وتعفير الرؤوس، وسابقت الرجال الى ميادين النزال.فالرجولة لا علاقة لها بالتذكير والتأنيثن ولا بالشوارب المدلاة لفرط حمولتها من الثريد والذباب.

وجة مُدجج ببلاغة عروبية،وطاقة جهادية متجددة.مفردة نضالية مجبولة بماء الاسطورة.امرأة مستحيلة بيمينها تزرع اشتال الزيتون و بيسراها تسقي رضيعها حليب الشهادة..امرأة عز نظيرها،انعتقت من اصباغ المكياج وهز الخصور في حفلات الفجور،فاصبحت ملحمة نضالية كاختها الجزائرية. امرأة عجيبة لم تخلع الاسود منذ مذابح الصليبيين في الاقصى حتى مجازر الصهاينة في غزة.ظلت صابرة متصابرة لكنها لم ترفع راية الاستسلام كما فعل العربان برفع اعلام اسرائيل في عواصمهم . بقيت حدها ـ يا وحدها ـ في الميدان .

سكوتنا الجارح يشهر السؤال الفاضح،اين نحن منها تضحيةً وصموداً ؟!.اما السؤال الفضيحة،اين الامة التي تمضي ايامها في التنظير وخائب الكلام ؟!. يأتي الجواب صافياً كماء السماء،حافياً كنهر راكض صوب البحر،جلياً كشمس رابعة النهار.التحرير لم و لن يأتي الا من رحم اصيل. لذلك انت، حائط الصد وصخرة الممانعة،بعد ان تهاوت قلاع الرمال ومدن الملح،وصارت السيوف اليعربية لجز رؤوس الخارجين على الطاعة..

سيدتي انت غرة نساء الارض، ام اليتامى،الحزانى،الثكالى الذين تخلى عنهم اخوة يوسف وقت الحاجة. شعلة تضيء عتمة قلوبنا التي عشعشت فيها عناكب الكآبة. قصيدة تملء ارواحنا الخاوية،برصيد التحدي المتعالي على مشروع الصهاينة الذي لا يستهدف القضية بل الامة كافة. لولاك لكانت فلسطين في خبر كان، لان شعار العربان :ـ ليس بالإمكان احسن مما كان.عليهم اللعنة الى اخر الزمان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى