ذكاء الانسان سبب شقائه

#ذكاء_الانسان سبب شقائه

د. #عبدالله_البركات

لا حاجة للشرح الطويل لاثبات عِظم ذكاء الانسان ولا حاجة للتفصيل في ما حققه الانسان من اختراقات علمية واكتشافات مذهلة وتطوير لحياته المادية.

صحيح ان ذلك لم يشمل كل بني البشر، ولكنه كان ممكناً لهم اجمعين. و السؤال الملح على #العقل_البشري هو ان كان الانسان ذكياً كما يبدو فلماذا لم يكن سعيدا ولماذا لم ينعم بالتقدم المادي جميع البشر. ولماذا مازال الانسان كما كان أسلافه الاوائل بل كما هي الحيونات البرية يقتل ويؤذي ؟ بل ان الحيوانات اقل قتلاً واقل اذىً منه. فالحيونات لا تقتل من كان من جنسها والانسان يفعل ذلك. ومعظم الحيونات لا تأخذ من الطعام اكثر من حاجتها وحاجة صغارها ليوم او بعض يوم. واكثرها لا تخزن الطعام والانسان يفعل ذلك بجشع وشره . وكما قال الله تعالى ( وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وايكم وهو السميع العليم) ٦٠ العنكبوت.
ولماذا يزداد الكوكب على الانسان ضيقاً والموارد شحاً والهواء والماء والتراب تلوثاً واسباب الحرب تعدداً؟ ولماذا لم ينفع الانسان ذكاؤه في جعله الأسعد والأحكم والأبقى. ؟!
هناك جواب واحد على كل هذه الاسئلة وهو ان الانسان لم يتطور اخلاقياً بقدر تطوره المادي. وان بطء تطوره الاخلاقي حرف تطوره المادي. وربما يفيدنا ان نشبه التطور المادي والاخلاقي بمعدنين ملتصقين ببعضهما الا انهما مختلفين بسرعة تمددهما بالحرارة. فاذا سَخَّناهما تمدد احدهما بسرعة وتمدد الاخر ببطء. فتقوس السريع ليناسب قصر المعدن البطيء. وهكذا حصل التشوه. وهكذا حصل مع التقدم المادي السريع والاخلاقي البطيء. وهكذا تشوهت الحضارة الانسانية. وهكذا لم يخدم الذكاء البشري الانسان ولم يسعده ولم يعطه الحكمة.
ان اعتقاد الانسان انه يمكنه ان يضع لنفسه المرجعيات الاخلاقية كما وضع لنفسه مرجعيات التقدم المادي هو سبب معاناته. وربما سيكون ذكاؤه المادي هو سبب فنائه وافناء الحياة على الارض. ولن ينقذ الانسان من ورطته الا مرجعيات علوية الا الدين الصحيح ، الا الاسلام.

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى