هل أنا مُتخلّف، أم مُختَلِف..!؟

هل أنا مُتخلّف، أم مُختَلِف..!؟
قصي الشيخ

سؤالٌ يفتِكُ صداع رأسي ألمًا كلما حاولتُ الإجابةَ عنه، لا أكفُّ عن مناظرة نفسي بأقراني من الفتية، عساني أجدُني في شبيهٍ لي بأفكاري، بشغفي لأهدافي وطموحاتي، أو حتى بنمطيةِ لباسي.

أجلسُ معهم وأحاوِلُ مسايرتَهُم في حواراتِهم المقيتة، فإمّا أن أكونَ الناصِحُ الرادِع أو أن ألتزمَ الصمتَ وأكتفي بالانصات، بينما تبكيهُم جوارحي على ما هم فيه من ضياعٍ وبهتانٍ وتخبطٍ، عائمون في بحرِ مراهقتهم البائسة بين طموحاتِهم التافهة كَـ انتصارٍ سحيقٍ في لعبةٍ إلكترونية، أو تعليق طفلةٍ في شِباكِ الحبِّ لأحدهم، كما يظهر جليًا تطبيقهم الخاطئ لمفهوم الرجولةِ من خلال سيجارةٍ يدخنونها سرًا أو بامتزاجها بشيء آخر أشبه بالمسخ المتمثل بالبناطيلِ الممزقةِ والضيقةِ المثنيةِ، بتسريحات شعرهم المؤنثة، باستخدامهم العبثي للتكنولوجيا، وإن ما ناقشتُ أحدهم بأهدافهِ ومخططاته لأُبحرَ معه حتى عُدتُ إلى الشاطئ منهكًا، كمن رجع بخفيِّ حنين.
نعم عزيزي القارئ، أنا أتحدثُ عن نفسي، أتحدثُ عن زملائي في مقاعدِ الدراسة، عن التخاذل والضياع الذي فيهِ غارقون.
أين نحنُ الآن..!؟
وإلى أين سنذهبُ..!؟
وكيف سنوّجهُ أشرعتنا..!؟
فالسفينةُ في المرفئ غيرُ آمنةٍ تحتاجُ خارطةَ الانقاذ، تحتاج أهدافًا، تحتاجُ سعيًا وبذلًا وعطاءً.
حتى وإن كنتَ الفرخَ الذي كاد أن يفقس من البيضة عليكَ أن تتخذَ من والِديكَ الرفيق الدائم والملاذ الحاني لما تحتويه نفسك، تحتاج لتلك العدوى الشافية للتجربةِ وللخبرة، تحتاجُ وقودًا يقيتكَ؛ لتبدأ مسيرة حياتك في بناء مستقبلٍ زاهر.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى