يا لخسارة ما كتبت !! / ماجدة بني هاني

يا لخسارة ما كتبت !!
كتبت وما كتبت ، ويا لخسارة ما كتبت !
ذرفت دمعا من مقلة حرى ، ويا لضيعة ما ذرفت .
تأملت بوهم اللذة وداوم اللحظة ، وطااالما تألمت ، حين اكتشفت :
أن في لحظة يتولد الأمل …وفي أخرى يذوب …ثم يتلاشى ….
لا كبريق السراب ، ولا كالتماعة البرق ، ولا كقطعة سكر في قعر كوب زجاجي .
لا ….ولا ….ولا….
فخلف بريق السراب ثمة أمل كاذب ، وجمال خفي …
وبعد البرق وعد مطر ، وهطول يلتقي ثرى الأرض ، بشوق وحالة من عشق أبدي .
وبعد ذوبان السكر ..حلاوة ما بعدها حلاوة ، وانسجام الشفاه بالهمس ،في موعد على كوب شاي ،على طاولة صغيرة ، في مقهى قديم .
يتلاشى الأمل كاختفاء النجوم خلف كثيف من سحاب أسود فاحم في ليلة ظلماء باردة ، كل ما فيها يرتعش ، ترتعش اليدين ومعها القلوب ،حتى عيدان الحطب ترتعش في حضن الموقدة ، رعشة البرد يا أحبائي ، لا تختلف عن رعشة الاحتراق ، وطقطقة الأسنان المنتفضة تماما كطقطقة الخشب في حر اللهيب ، واحتباس الأنفاس حين تغص النفس بالألم هي ذاتها اختناقة العود ما قبل الحريق ….
حينما تتنفس النار بلا فتيل ، وتخمد وقد تأهب كل ما فيها !!
بهذه المعاني أراني اليوم أكتب في سواليف ، بهذا المزيج من الفقد والقرب ، ومن البرد والحر ، والكر والفر ، أبث همي وشكواي لراعية بوحي ،بوح الأدب .
بفيض من عتاب ، وكثيرا من شجون ،وسؤال لا أجد له جوابا …..
لماذا وأنا في رحابك يلفني الاغتراب ؟
وتتملكني الوحدة ، ولماذا أشعر أن لا صدى لصرختي ، ولا طائل ولا فائدة مما نقول ؟ كأننا في عالم غريب ليس لنا ، نرتاده بشئ من الخجل ،وكثير من الوحشة والخوف ..وكأننا في عالم خرافي ، كبلاد العجائب ، وقصص السندباد ، وحكايا شهرزاد للملك السعيد ….
وكأن الواقع لدينا صخرة عظيمة تتكسر عندها كل الأماني الجامحة ، ودعوى التغيير …
ومهما يكن تبقى سواليف محطة عبورنا ،وواحتنا التي نتنفس فيها ،وإن عم التغافل وطغت سياسة استنزاف ذواتنا .

ترى ،هل كتب على حمام هذا الوطن أن يهدل حزينا …بعيدا عن السرب !
وهل لغتنا صارت عجماء ، لا يفهما أصحاب القرار !
أم أن نوح الحمام وجمع المفكرين والمرهفين ،واحتفالياتهم صارت جزءا من سياسة هذا الوطن ؟ ليكتمل المشهد ….
وإلى أي مدى ،سنرضى أن نكون نتفا من هذا المشهد …وهذا سؤالي للعزيزة سواليف ، بأسرتها الواحدة ، التي أكن لها كل المحبة وخالص التقدير .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى