الرابعُ رائعٌ كما هو .. و قوى الضغط تتحرك / نور الدويري

يستمر الشارع الأردني في لقاءاته على الدوار الرابع بإصرار و رغبة حقيقية لتحريك الحكومة وتعديل نهجها بما يتماشى مع تركيبة المواطن وشرائحه التي غُلب عليها سوء الأحوال؛ ومحاولة الدفع بالإصلاح الإقتصادي في ظل الشلل الإقتصادي الواقع اليوم ، ليؤكد المعتصمون رفضهم بوعي يٌدرّس للإقليم والعالم، كونهم لم يخرجوا عن حدود السيطرة والفوضى السياسية والوطنية المتوقعة رغم أن صفوف الدفاع غابت تماماً عن لقاءات الرابع ، والممثلة بالنقابات والأحزاب والكتل، بحجج لا تدنو من مستويات قبول الشارع لها ، ليثبت المشهد العام أن هوية المعتصمين حراكية حرة و وطنية بإمتياز، وإن شابَ المشهد مندسون لزعزعة هيبة المشهد العام ،بظهروهم في زوايا الرابع (كالولايا ). فلن يغيروا من جمالية لوحة العقيدة الوطنية في كل خميس مبارك .

وحيث إن ضغط الرابع ساهم في إنصات الحكومة للمطالب الشعبية وفتح قنوات حوار ، ظهرت السلطة التشريعية بقوة ممثلة برئيس مجلس النواب حيز الضغط على الحكومة؛ في إشارة قوية أنها تقف مع الشارع في مطالبه، فكان لها دورٌ مباشر وغير مباشر للضغط على الحكومة ، قد لا نراه اليوم بالعين الشعبية البسيطة ،لكنه ملموس بشكل حاد لمن يجيد قراءة النص السياسي، مما يثير تساؤلاً قوياً: فيما إذا كانت الحكومة قادرة على الصمود أمام تيارات الضغط الشعبية والسياسية، وتمكنها من تغيير النهج بسرعة تكتيكية نتيجة الضغوطات المستمرة .

مع ضرورة الإشارة إلى أن قرارات القبة، بصفتها المراقب للأداء الحكومي دستورياً ،جاءت تفاجئ الشارع المثقف. فتحركاتهم الأخيرة تثبت أن هناك ضغوطاً مثمرة قد تصب في مصلحة الوطن والمواطن قريباً، رغم أن إغفالنا عن ضعف جزئية من طاقم النواب يصعب علينا تجاوزه ، نظراً لوجود أسماء قوية تمكنت من عرض نفسها ،وأثبتت جودة القرارات، و وقفت بحسم إلى جانب الشارع لتساهم في التغير السياسي المتوقع للوطن .

بعضهم قد يرى سقف طموحاتٍ عالٍ في مقالي، كوني أرى زوبعة سياسية تجري خلف الكواليس نستدركها ،أبتداءً في تعديلات قانون الضريبة، والتي مهما كانت جائرة،لكنها لاتزال أفضل الأسوأ ، ثم أتانا المجلس بسحب قانون الجرائم الإلكترونية والضغط على الحكومة لإعادة صياغته ،ناهيك عن ما قد يعدله المجلس تثبيتاً لموقفه الوطني في موضوع الجرائم الالكترونية. فهل نحن مع موعد لعاصفة قوية عنوانها رئيس مجلس النواب ؟كالمطالبة بإسقاط الموازنة العامة وتعديل قانون الإنتخاب، لإلغاء اللامركزية قريباً ؟ و الضغط أكثر تحقيقاً لمصالح الوطن ؟ أم أن سقفي عالي الرجاء فعلاً؟!

ما يثلج صدري أن أبناء وطني أثبتوا قدرتهم على رفع صوتهم وتمكين مطالبهم ،لتصبح مسموعه تقلق منام المسؤولين. فهم على موعد حقيقي مع بزوغ أسماء وطنية شابة تدرك مصالح الوطن يدعمها الشارع ، فأبناء الوطن سيبقون صفاً واحداً عصيي الكسر، وأن المضي في مطالبة الإصلاح مستمرة حتى تتحقق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى