غازي و المطبّات / كامل نصيرات

غازي و المطبّات
من يركب مع غازي الذيبة في سيارته ؛ فعليه أن يقرأ المعوذات أولاً بصوت خاشع و مستسلم للقدر ..وعليه ثانياً أن يجتهد في كتابة وصيته ما استطاع للكتابة سبيلا..!
غازي ..عاشق متيّم للمطبّات ..لا تصدقوه حين يحدثكم عن عشق آخر ..! فأنا خبرتي معه واسعة في هذا المجال..لا يكاد يلمح (مطبّاً) إلا و (دايركت) عليه (دوز دغري) ..!!
لا يهتم غازي بما يحدث معه أو معك قبل المطب أو فوقه أو بعده ..لا يهتم بخضة معدتك أو ارتعاشة اعضائك عضواً عضواً ..ولا يهتم إن كان رأسك سيخبط في أي شيء بالسيارة ..و لا يهتم بارتفاع السيارة عن الأرض ولا بهبوطها الاضطراري ..ولا يهتم إن كنت ستصل لـ(عيالك) و البسمة فوق شفتيك أو تصل لهم و وجهك مليء بالرعب و الخوف و الملامح الشاحبة..!
غازي الذيبة ؛ يعرف من أين تؤكل الحُفر و المطبات ..ولا يعرف من أين تؤكل الكتف..لأنه أصلاً لا يعترف إلاّ بكتفين هما كتفا المطب ..!! و هذا الشاعر القاهر للأحاسيس و المشاعر ..هو مش هو وهو سايق ..ينسى الأدب و ينسى قواعد العشق الأربعين و يبدأ بتطبيق قاعدة : لأنتقمن منك يا دنيا بالمطبات..!
غازي هذا ..ليس مجرد صديق و شاعر و سائق ..بل هو حكومات عربية بأكملها ..حكومات تأخذك للمطب و تخضك فيه و (تجعلك) كل توازنك ثم تبدأ بالبحث عن مطب جديد ..! حكومات ترى المطب بأم عينيها فتركض إليه كالعاشقة التي انقطعت عن عشيقها حيناً من الدهر ..ولا يهمها بعد احتضان المطب ما يقول الناس عنها أو موقفها أمام زميلاتها العاشقات ..!
غازي الذيبة ..طريقة عيش و أسلوب حياة ..و لكنّ الذي قهر غازي و جعله يشعر بالانكسار و بداية الهزيمة ؛ أنني أكبر مطبّ في حياته ..ولم يتجاوزني للآن ..و من كان منكم بلا (غازي) فليرني (مطبّه)..!!
غازي للمطبّات و الحفر و خضّ البشر..!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى