الإطار والشارع المتقدم / كامل النصيرات

الإطار والشارع المتقدم

قبل عشر سنوات وأقل؛ كنّا الكلام الذي نقوله نحن الكتّاب الذين لا يعجبنا العجب ولا الصيام في رجب يُعدّ كلاماً معارضاً للحكومات وكثير من الناس كانوا يتلفتون يمنةً ويسرةً عندما نتكلّم كي يتأكدوا بأن لا غريب يسمع كلامنا فينقل أنهم كانوا حاضرين عليه ..بل إن كثيراً من أصحاب السلطة يعتبروننا مجانين ومتهورين و(فالت عيارنا)..!
المهم..ذات الناس و الذين يشكّلون أغلب الشارع وأغلب الرأي العام الآن؛ والذين صاروا يمتلكون صفحات (نتّيّة) على مختلف مواقع التواصل ؛ يطرحون (كلاماً كبيراً) منذ 2011 ويزداد عددهم بشكل لا يعترف به إلاّ من أراد أن يدّعي العمى وفقدان الحواس..!
هؤلاء الذين كانوا ينظرون إلينا باعجاب كبير لـ(نصف كلمة ونصف موقف ) منّا؛ يملأون الآفاق حريّةً بلا (بريكات) و كلاماً (بلا تزويق) و كتاباتٍ (بلا مراجعة خائفة)..! هؤلاء الذين كانوا يقفون أمامنا تلاميذ ونحن نحاول اقناعهم بالحريّة وهم يشيحون بوجههم عنّا؛ همّ الآن من يتقدّمون علينا خطوات للأمام..!
صحيح أننا بقينا – نحن- على مستوانا من التعبير؛ ولكنهم ركبوا قطار الحرية وجابوا به كلّ شارع استطاعوا الوصول إليه ؛ وصار (جنوننا السابق) بالنسبة إليهم لا يكفي لنكش أسنانهم للبدء بالكلام..!
انهم متقدّمون علينا لأنهم في الشارع ..ونحن ثابتون لأننا داخل الإطار..!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى