الزواج المبكر / احمد فرحان

الزواج المبكر

اطلت علينا التعليمات الاخيرة بجواز زواج من اتمت الخمس عشرة عاما بالزواج ضمن قانون الاحوال الشخصية المعمول به في الاردن.
وعند اخذ الموضوع بشكل تطبيقي واقعي على المجتمع الاردني، لا ننكر جزما ان نمط حياة الاردنيين قد تغير بشكل جذري، فما كان سائدا قديما، اصبح مستحيلا، فنمط الحياة الذي يقترب من الرفاه مقارنة بحياة البداوة التي كانت سائدة في الاردن، لم تُنشأ فرداً قادراً على حمل المسؤولية في مقتبل العمر، وان الفرد ذو الخمس عشرة عاما في وقتنا الحالي يختلف كليا عن قرينه في الاجيال القديمة، فنراه قديما فردا مصقولا دخل الحياة مبكرا، قادرا على حمل عناء الحياة، وقادرا على تدبير اموره ومن على مسؤوليته، على عكس قرينه اليوم، الذي ما زال يستمتع بدلال والديه وخدمتهم.
كل ذلك لا يعد جيلا قادرا على تحمل مسؤولية نفسه، لكي يحمل مسؤولية تكوين اسرة، ناهيك عن ما يشير اليه اطباء الاسرة والمختتصين حول موضوع سن البلوغ، حيث ان البلوغ ليس نقطة عندها يتم اعتبار الشخص بالغ، بل هو فترة تستمر لسنوات ليصل الشخص للبلوغ، حيث ان البلوغ ليس بظهور علامات البلوغ، بل ان هذه العلامات تدل على بداية فترة البلوغ، التي يشير المختصين الى انها تستمر سنوات خصوصا عند الفتاة، كما يشير ايضا، ان البلوغ بحد ذاته لا يشير الا امكانية الزواج فورا، اذ ان عمليات التهىيئة ليكون جسم الفتاة قادرا على الحمل والانجاب يحتاج الى فترة تتجاوز السنوات لتكون قادرة على تكوين اسرة.
اما من الناحية النفسية، فان زواج الفتاة بهذا العمر، ودخولها للحياة الزوجية بمجرد ظهور علامات البلوغ، يحرمها من فترة عمرية من حياتها، وهي فترة آخر الطفولة، فهي ما زالت في فترة تحتاج فيها احتياجات غير تلك التي ستراها في حياتها الزوجية، وهذا من شأنه سيؤثر سلبا على العائلة التي ستكونها مستقبلا.
مبررات هذه التعليمات من الزواج المبكر كثيرة، وبنفس الوقت اعتبرها مبررات متخلفة، منها ظروف الحياة الاقتصادية، او الاخلاقية، وكلاهما من مسؤوليات الحكومة، فلا نجد عائلة ذات دخل مستقر تسارع الى تزويج ابنتها في مثل هذا العمر، ولن نجد عائلة مستقرة اسريا تقوم بنفس الفعل.
الاولى على الحكومة لحل اي مشاكل تعتبر الزواج المبكر حلا لها، ان تقوم بتهيئة الاسرة المستقرة ماديا وعاطفيا لتكون قادرة على العناية التامة بافرادها اخلاقيا وعاطفيا وماديا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى