العنف الأفقي

مقال الإثنين 1-4-2019
العنف الأفقي
يقول علماء النفس ، اذا ما لاحظت ان ابنك يمارس العنف المفرط تجاه إخوته في البيت ،فاعلم انه يُمارس عليه العنف في المدرسة ،فلا يجد سبيلاً لإثبات النفس الا من خلال فرض سيطرته على من هو أضعف منه..
ما ينطبق على الأفراد ينطبق على الدول والمجتمعات ، تضغط أمريكا على الحكومات ، وحتى تتثبت الحكومات نفسها تمارس هذا الضغط على الشعوب المتمثل بالمجتمعات ، المجتمعات تخاف من الرفض العمودي ومواجهة السلطة فتبدأ تأكل بعضها بعضاَ القوي يأكل الضعيف ومن يملك العزوة يأكل من لا سند ولا ظهر له وهكذا يبدأ التفكك من الأسفل.
لا أستطيع أن أقتنع أن سبع جرائم تحدث في يوم واحد ، كلها أمثلة للبشاعة والقسوة ويمكننا أن نبرّرها أنها نتاج طبيعي لكثرة السكان أو الاكتظاظ ، ونحن المجتمع المسالم الطيب القروي المتدين الذين يدين كل ما يخالف الأعراف او يمس الإنسانية ، لمَ تحدث هذه الاستدارة ومن المسؤول عن هذا التحوّل؟؟..انه الضغط المتولّد من أعلى، من غياب العدالة وعدم تكافؤ الفرص والضيق ناهيك عن ابتعاد الناس عن الدين وتخلّيهم عن قيمهم الأصيلة التي تعوّدوا عليها..
سبع جرائم ،ونتائج العفو العام لم تظهر بعد نتائجها ، لكني صرت أراها بالعين المجرّدة ،بعض الزعران الذين اتهموا بالشروع قي القتل ،والتعاطي ،والسرقة ، وهتك العرض عادوا الى ممارسة “نشاطهم” كالسابق من ترويع الناس واخذ الخاوات والتنمّر على المجتمع ،رأيت بأم عيني انتشار هؤلاء في الأحياء ومجمّعات الباصات وفي مراتعهم الليلية وعندما سألت عن بعضهم قالوا “كان سجينا وخرج بالعفو العام”..العفو الأخير أخرج من السجون ذئاب بشرية أكثر توحشاً وأكثر استعداداً للجريمة وللقتل ، وربما تشهد الأيام القادمة أدلة قاطعة على ما نقول..
“نيبال” الطفلة البريئة التي أوجعت قلوبنا جميعاً في رحيلها وغيابها ، كانت قرباناً صامتاً لكل ما سبق ،لغياب العدالة والعنف الأفقي والحصول على عفو بعد حين والضيق العام الذي نمرّ به جميعاً…
ألله وحده من سيعيننا على قادم الأيام

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. العبودية ممارسة سياسية تفرض بالقوة حتى في حق الدساتير والقوانين..!

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى