احتفالية بمرور 10 سنوات على رحيل الرزاز

عمان – سميرة عوض – أجتمع أصدقاء وعائلة «الرزايزة» بمناسبة مرور عشر سنوات على رحيل الروائي مؤنس الرزاز، في احتفالية أقيمت مساء الاثنين في جاليري رأس العين، لاستذكار صاحب «أحياء في البحر الميت»، الذي وضع «فاصلة في آخر السطر» ولجأ إلى «سلطان النوم وزرقاء اليمامة» ، تاركا لنا «اعترافات كاتم صوت»، و»متاهة الأعراب في ناطحات السحاب»، و»ليلة عسل»، و»مذكرات ديناصور» والذاكرة المستباحة والشظايا والفسيفساء»، إضافة إلى أعماله الكاملة التي جاءت في جزئين صدرت في العام 2003.
وتضمنت الاحتفالية معرضاً للوحات رسمها مؤنس، وعرضَ صور شخصية لعائلة الرزاز، وجناحا لعرض كتبه، نظمته المؤسسة العربية للدراسات والنشر، فضلا عن مجموعة من الرسائل الشخصية التي كتبها والده منيف ووالدته لمعة، شارك في كتابتها مؤنس، تكشف عن كيفية مواجهة العائلة لمحنتها آنذاك.
كما قدمت قراءات لمذكرات ورسائل غير منشورة وعرضَ أفلام قصيرة، بالإضافة إلى إطلاق الموقع الإلكتروني للعائلة (www.razzaz.com)، كما تخلل الحفلَ عزف موسيقي لفرقة «جذور» بقيادة عبدالوهاب الكيالي والتي قدمت عدة مقطوعات موسيقية من وحي المناسبة.
استـُهلت الاحتفالية التي احتشدت بمحبي مؤنس بكلمة قدمها شقيق مؤنس د.عمر الرزاز معلنا عن إطلاق موقع عائلة الرزاز، قال فيها « أعرف أين تبدأ رحلة «موقع أسرة منيف الرزاز» ولا أعرف أين تنتهي. فالموقع يضع في متناول القراء تجربة أسرة أردنية عربية صغيرة تفاعلت مع محيطها الفكري والثقافي والسياسي والنضالي والإنساني وعلى المستويين الأردني والعربي.
لعلها محاولة للإجابة على أسئلة كبيرة من خلال تجربة هذه الأسرة الصغيرة. وربما هي محاولة لتذكيرنا بسهولة اختطاف حلم الحرية تحت ذرائع مختلفة للسيطرة على العقل والإرادة.
وتحدثت الناشطة نجوى الزهار عن «سحر العينين عند لمعة بسيسو» وقدرتها على منح الحب والتضحية من اجل عائلتها وتأثيرها الكبير في إبداعهم، لتقدم تاليا بالمشاركة مع فرقة «جذور» بمشاركة عبد الوهاب الكيالي طارق الجنيدي وغسان أبو حلتم أغنية بعنوان :الليل يا نانا»، كان بدأ كتابتها منيف عام 1949 بعدما تعرف إلى لمعة، وأنهى كتابتها عام 1957 في الجفر، بحسب عمر الرزاز من هنا التباين في أجواء نصها ومنها: «الليل يا نانا/ والريح يا نانا/ سران في قلبي/ أمسيت حيرانا/ وعدت حيرانا/ من شاطئ الوجد/ يدانا يا نانا/ عينانا يا نانا/ في عتمة الليل/ تبوح أشجانا/ عشق وذوبانا/ في قطرة الغيم/ في الافق ألوانا/ طير ونورانا/ تدعو لنا الصبر….».
كما قرأ الكاتب هاشم غرايبة باسم (عموم عشائر الرزايزة) أول مقالة كتبها منيف الرزاز وكان عمره آنذاك 29 عاما نشرت في جريدة «صوت الجيل» كانت تصدرها مدرسة اربد الثانوية آنذاك، ومن اللافت أن هذه المقالة تتحدث عن ضرورة التغيير بواسطة الشباب ومنها: «إننا لم نشعر يوما بالحاجة إلى دم جديد وجيل جديد وعقلية جديدة كما نشعر هذه الأيام….»، داعيا هذا الجيل «أن يفهم أن الوسيلة لا يمكن أن تختلف عن الغاية، وعلينا أن تغير السؤال التقليدي: ما الذي علينا أن نتجنبه لنكون صالحين؟ إلى السؤال الخلقي: ماذا علينا أن نفعل لنكون صالحين؟…
كما استعادت الشاعرة مها العتوم قصيدة بعنوان «خلل فضي» أهدتها لروح مؤنس الرزاز، ورغم أنها لم تلتقه في حياته، الا أنها تأثرت بما كتبه وما كتب عنه، ومن القصيدة: «خلل فضي في عمان/ هرب الضوء إلى مملكة الضوء».
فيما قدمت الروائية سميحة خريس قراءة لمقالة كتبتها في الذكرى العاشرة لرحيل مؤنس بعنوان خلل قاتم: ومنها: «مؤنس، من الصعب أن نستوعب كيف تطوي الأعوام دفاترها وترحل، نكتشف انصرافها مع رحيل الأحبة، وإذ تعود الذكرى في يوم رحيلك أجدني أشبه الحال التي بشرت بها وتوقعتها حين رحت تلجلج بالكلام على الطريقة الشلبية «نسبة إلى يونس شلبي الذي يتأتئ في مسرحية العيال كبرت»، وها نحن قد كبرنا يا صديق وتأتأت ألسنتنا لفرط الوجيعة العربية التي جثمت على صدرك عمرك كله».
كما قرأ الكاتب الياس فركوح مقاطع من رسائل كتبها هو مؤنس إبان دراسته في بيروت، تكشف عمق صداقتهما، ويحكي فيها مؤنس بشفافية عن وضعه في بيروت وعن وضع عائلته وتشكل وصفا دقيقا لحالة عاشها المرحوم مؤنس، «عندما تأكل الثورة أولادها»، لافتا في رسالته «عندما يقبل الأمر علينا كالصاعقة يتماسك الوالد وتتماسك الوالدة وعمر كالعادة، وأهتز مرات…. أنا من ضيع في الأوهام عمره».
كما اشتملت الاحتفالية على تقديم فيلم وثائقي من أعداد يحيى القيسي وإخراج فيصل الزعبي في سلسلة «سيرة مبدع» يوثق لسيرة مؤنس والذي اكتمل تصويره بلقطة لتشييع مؤنس الذي رحل في 8 شباط 2001.
كما قدمت مسرحة نصوص للراحل مؤنس الرزاز ورسائل والده له ولوالدته لَمْعَة، هو المشروع الجديد الذي أنجزته المخرجة سمر دودين،
كما عرض فيلم أخر حمل ملامح الوجه الآخر للمبدع الراحل مؤنس منيف الرزاز إخراج خلدون الداود.

أ.ر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى