” اجندة خارجية …”

” اجندة خارجية …”

د. محمد شواقفة

تحملونا شوي يا جماعة , لا يزعجني كثيرا ان يتهمني البعض بأنني بارع فقط بالسواليف و شغلي الشاغل ما هو الا تنظير … و لا يزعجني أبدا أن يتهمني البعض بعدائي الشديد للسحيجة على اختلاف منابتهم و أصولهم … و كذلك لا يزعجني أبدا أن يتحداني أحد الصفقاء بأنني لا أمتلك أي جرأة لقول ما أعتدت قوله لو كنت داخل الأردن … و هو يعتبر أن قولي للحقيقة و انتقادي للفساد لا بد أنه شجاعة مزيفة و دونكيشوتيات من خلف الشاشة .

لكن ما استفزني و استثار قلمي الذي يحتقر هذه الشخصيات التافهة هو انه يتهمني و غيري و الذين لا يجمعني بهم أي رابط و بالكاد أعرف أي منهم و لست مهتما بما تمخض عنه رأسه المربع من استنتاجات سخيفة لا أساس لها بأننا دعاة فتنة و نريد الضرر للبلد.

مقالات ذات صلة

أعتذر بصدق عن لغتي القادمة , و هي موجهة لهؤلاء الاغبياء أصحاب الرؤوس الفارغة .. أيها التافه أنا إبن هذه البلاد التي أنتمي لها روحا و جسدا و دما … ولدت على ترابها و تفتحت عيوني منذ كنت طفلا على أمل بأن أكون يوما كأبي الذي أفنى عمره في تربية الأجيال و يشهد له القاصي و الداني بنزاهته و استقامته و يعرفه كل صاحب خلق و يحترمه كل منصف, و بأن أكون مثل جدي الذي عاش و مات و هو يحلم بأن نكون وطنه , نحب الأرض كما يحبها . و بأن أكون برقة أمي التي ربتنا و أصرت على تعليمنا مع أنها لم تتعلم أبدا.

أيها الادعياء , هل تعتقدون أن رحيل الجسد عن مهبط الروح يجعلنا أكثر سعادة ؟، هل تظنون أن هجراتنا المتتالية في كل أصقاع الأرض تلفحنا قسوة الاغتراب و تنهب أعمارنا أحلامنا التي لم نجد لها سبيلا في بلدنا الذي نعشق و نحب؟

ترحل قلوبنا إلى الوطن كل يوم , تبحث عن بقايا ذكريات لأحبة رحلوا , أب ينتظر و قد طال انتظاره و أم رحلت بعد أن جف دمعها و هي تراقب الطريق الموحش. نحسب أيامنا دون ليالي لنؤمن ثمنا لبيت في ركن بعيد و نقنع ابناءنا بأن هذا وطننا. ينظر اطفالي إلي لكي يحفظوا شكلي الذي تغير مع سنوات البعد و الاغتراب و تداعبني ابنتي,: لقد بدأ الشيب يغزو شعرك !! و أخبرها بكل أسى: سوف أعود قريبا بعد أن تدخلي الجامعة أنت و أخوانك و تتخرجين !. تخبرني : نريدك أنت فقط و تذرف دمعة أخرى تودعني فيها مرة أخرى و ستتبعها مرات !

لي بيت و أهل و ذكريات , هذا وطني الذي أحب و أعشق و أخاف عليه. هل تعلم أيها التافه أن أكثر مكان اشتاقه و يجلب لروحي المتعبة السعادة هو قبر أمي … هذا كل ما بقي لي من وطني !

نحزن لغياب الغيمة إذا ابتعدت عن ربوع وطني , و نعاتبها إذا ما تأخرت. نرسل أشواقنا مع الريح اذا ما علمنا أنها ترحل عبر الحدود. نختزل دموعنا فلا نبكي الا عندما تصيب وطننا نائبة, نحزن عندما تداهمه الخطوب , جائحة الكورونا حولنا و منا من أصيب و منا من مات و لكننا نحزن لما يحدث في بلدنا أكثر ، في بلدنا آلاف توفاهم الله وآلاف يعانون الاصابة .. و تطالبنا بالصمت أيها الجبان ، هل تعتقد أننا عديمو الاحساس !

أعتقد أنك لن تفهم ما قلت , هذه أجندتي إذا بقي عندك إحساس !!

” دبوس على الأجندات “

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى