المستنقع المهجور / يوسف غيشان

المستنقع المهجور
“صدق أو لا تصدق” ..هذه العبارة استهلكتها وسائل الإعلام كثيرا لتكون عنوانا للأعاجيب والغرائب المنشورة تحتها أو بعدها ، وهي عبارة تافهة ومجوّفة ،ليس لها اي معنى جوهري ، لكنني هنا مضطر الى استخدامها، لا بل اشعر انها هي العبارة الأفضل للإستهلال بالحديث عن هذه الكاميرا الصينية الجديدة.
ابتكر الصينيون كاميرا يمكن تثبيتها في الشوارع لترصد الناس وتحدد المجرمين واللصوص قبل القيام بجرائمهم، ذلك اعتمادا على نسبة الأوكسجين في الوجه، حيث يكون هؤلاء اكثر انفعالا في الداخل ، والتصوير الطيفي بواسطة هذه الكاميرا العجيبه يكشفهم.
ويعتمد الفريق العلمي الصيني التابع لجامعة جنوب غرب الصين في مدينة تشونجتشينج، على فكرة معاناة المجرمين من مستويات ضغط ذهني شديد، بالرغم من أن مظهرهم الخارجي يشبه كثيرًا الأشخاص العاديين، بحسب البروفيسور تشين تونغ، المسؤول الأول في الفريقالذي قال: “كلما زاد الضغط الذهني، ارتفع مستوى الأوكسجين في الدم، وهنا يمكن للتقنية التي طورناها أن تكتشف هؤلاء الأشخاص، وبالتعاون مع السلطات يمكن منع الكثير من المآسي”.
كما يمكن تحميل برنامج هذه الكاميرا على الهواتف النقالة ، حيث ترسل صورة من تعتقد انه سيرتكب جريمة ما، الى دائرة مركزية،وهناك يتعاملون معها واذا كان ينوي القيام بما يخالف القانون يتم اعتقاله .
يا خوفي أن تصل هذا الكاميرا للعالم العربي ،
حيث سيتم اعتقال وتصفية المعارضين تحت حجة انهم سوف يقومون بأعمال اجرامية ، كما سيتوسع الأمر لإعتقال جميع معارضي معالي الوزير ، ثم الأمين العام والمدير العام ومدراءا لدوائر والفروع ، وقد تصل الى معارض فراش الدائرة.
هكذا سنعيش في مجتمع صافي تماما ..لا معارضين ..لا مجرمين ..لا “خبر لا تشفّية لا حامض حلو لا شربات”.
هكذا نصبح مجتمعا راكدا تماما…. مثل مستنقع مهجور.
ghishan@gmail.com
عن موقع (بوابة العين )الإخباري
http://www.al-ain.net/article/54856

اظهر المزيد

تعليق واحد

  1. “صدق أو لا تصدق ” ليست عبارة تافهة بل ذات مضمون عميق وهي عبارة تسويقية لأي خبر تجبرك على قراءة المضمون حتى لو كنت لا ترغب ,ومن اخترع هذه العبارة حتما إنه إنسان ذكي

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى