سعادة المواطن / موسى العدوان

سعادة المواطن

يقال بأن تحقيق السعادة هو هدف عام للدولة، وقد أكد الفيلسوف العربي الفارابي، على أن خير الإنسان وسعادته هما غاية الدولة. فهل تطبق الدولة الأردنية هذه القاعدة ؟ ولنأخذ على سبيل المثال الظاهرة الجديدة، التي أصبحنا نشاهدها ونقرأها في جريدة الرأي الأردنية على مساحة 6 – 10 صفحات كاملة يوميا، من إعلانات وإنذارات قضائية صادرة عن المحاكم الأردنية، ضد مواطنين تقطعت بهم السبل، قد تكون نتيجتها إيداع الآلاف منهم في السجون، فتضطر عندها الدولة للصرف عليهم في سجونهم من موازنتها العامة.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو : ألا تشكل هذه الظاهرة العامة نقطة تساؤل وقلق للمسئولين في الدولة، فيقوموا بدراستها ووضع الحلول المناسبة لها بالتوافق مع الجهات المعنية، أم يقولون : عليك يا مواطن أن تواجه حصاد ما زرعت، بغض النظر عن الظروف الاقتصادية القائمة ؟

لو حدثت مثل هذه الظاهرة في دولة متقدمة، تحترم مواطنيها وتحرص على سلامتهم، لشكلت عشرات اللجان من علماء الاجتماع والمصرفيين والاقتصاديين والأمنيين، لدراستها ووضع الحلول المناسبة لها، بغرض تأمين أبسط معاني السعادة لمواطنيها وإنقاذهم من الهلاك. ولكن مصيبة العالم الثالث أن آخر ما تفكر به دوله هو مصلحة مواطنيه، لأنها ليست معنية إلاّ بصنع شقائه.

*ملحوظة:
عدد صفحات الإعلان عن القضايا لهذا اليوم الخميس 5 / 4 / 2018 بلغت 13 صفحة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى