غيث

غيث
محمد بشير العبابنة

مثل الام الرؤوم تجوب الغيوم السماء بنظرات فاحصة هنا و هناك تبحث عن بقعة عطشت, واد ما زاده الظمأ الا صبرا, تل يرنو الى الافاق بنتظر القطر. فترسل حنانها و حنينها زهورا تتساقط من السماء تتفتح اذا ما لامست الارض, بكل الالوان و الاشكال , ترسم البهجة والسرور اينما حلت او ارتحلت. انه الامل قبل اليأس, الضحكات بعد طول الحزن, هنا و هنا فقط تفهم معنى كيف تكون الحياة اقوى من الموت.
أليس للمرء من اسمة نصيب
لله درك يا غيث, ايقظت فينا صوت الضمير, احييت فينا الامل, داعبت في عروبتنا جينات الطائي و ابن زائدة
في مثل هذه الظلمة الشديدة لا تخطى عينيك بريق الذهب, في ذروة انشغالنا بالدنيا الافتراضيه و المشاعر الافتراضيه و العزائم الافتراضيه و الكرم المبذول تحت تهديد الكاميرا.
اعدت لنا ذاكرة العطاء, و لذة البذل, و صدق الاحساس. ادمعت القلب منا قبل المقل.
اليوم مررت على قصة جديدة لك مع موريتاني مع زادة الابطاء الى دعاء و اقبالا, سمعته يقول لك ” لقد شققت عن القلب و اثلجت الصدر” يا الله كم هذه الحروف قوية لدرجه انك قد لا تتحملها سعادة . نعم لقد اصاب سهم الدعاء فصدق العطاء وجادت السماء فوصل الغيث.
تذكرت هنا بيتين قالهما اعرابي للفضل بن يحيى احد كرماء البرامكة, لما اعطاة و اجزل في العطاء التقت اليه الاعرابي و انشد
لعمرك ما الرزية فقد مال … ولا شاة تموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد حر … يموت بموته خلق كثير

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى