إصنعوا لآل جعفر طعاما / معاوية الرياشي

إصنعوا لآل جعفر طعاما …

نطاق أبيض و ( شريطتين ) وبعضا من سجائر ( الجولد كوست ) وإسم دون في صرح الشهيد هو كل ما تركه جعفر إرثا لأهله الذين يعيشون في بيئة قروية أرغمتهم السنون فيها على الزهد ، فلا خزائن لديهم معبئة بالملابس الفرنسية ولا أرصدة تغص بالأرقام ، سوى أنهم قوم يملكون وطنا ينجبون أبناءا لأجله .
ذات مرة كانت أم جعفر تجلس تحت ( الدالية ) وفي يدها القليل من القمح تريد أن تجعله برغلا كي تصنع منه ( مجدره ) وكانت تقول في نفسها
( جعفر بحبها واليوم الخميس ) نعم إنه خميسهم ليس خميس الليالي الحمراء بل هو موعد عودة العسكر ، أنهت ( الحجة ) التي زار الدمقس رأسها وتركت الأيام على وجهها تجاعيدا هي ضريبة العفة ( تنقاية القمح ) وراحت تمارس طقوس الطبخ وقلبها يدق مع عقارب الساعة .
مرت ساعات طوال وبردت لمجدرة ولم يأتي جعفر ، يبدو أنه لم يحصل عاى إجازة هذا الخميس _ هكذا قالت لنفسها _ وما هي إلا دقائق وإذ بهاتفا ( ابو الكبسات ) يدق … جعفر ( مرحبا يمه ) … أم جعفر ( هلا يا عيوني ) ودار بينهما حديث أجمل ما يقال عنه أنه سمفونية الولد والأم … إنتهى الإتصال ، جعغر
( يالله يمه بشوفك السبت ) … أم جعفر ( الله يسهل دربك يمه ) وكأنها تحفظ قول عرار “ودرب الحر يا ولدي كدربك غير مأمونه ” .
في صبيحة يوم السبت ( قامت الحجه سروه ) وأعدت ما أعانها الله علية من زاد و
( شطفت قاع الدار ) فهي تنتظر ضيفا طال غيابه وجلست تحت الدالية وعرجتها تداعب جدائلها البيض لكن جعفر لم يأتي ، بل جيء بنطاقه ، ورتبه ، وعلبة سجائره ، وخبز عليه بقايا من دمه ، وقيل لها جعفر أضحى شهيدا فزغردت وأغمي عليها وبعد أن أفاقت …….. جزء من النص مفقود ….

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى