إرادة النصر… وإنتصار الإرادة…!

إرادة النصر… وإنتصار الإرادة…!
د. مفضي المومني.
صباح الخير وصباح جمعة #النصر، قد لا يجوز لنا أن نتكلم في حضرة المقاومين من أبناء #غزة، ولا يجوز لنا أن نركب موجة النصر التي لم نكن جزءاً منها، فقط علينا أن نتعلم ونأخذ الدروس كدول وشعوب عربية لنتعلم ونصنع إرادة النصر وإنتصار الإرادة.
#إسرائيل تفرعنت إذا صح التعبير، أمام خذلان وضعف الدول العربية مجتمعة وتكالب الغرب عليها، ولا أقول #الشعوب، الدول والحكومات لا تمتلك الإرادة ولا تعمل لها، لأن اللهاث خلف امريكا والغرب المتحيز لاسرائيل هو محور سياستها، يوجد حالة من الإنفصال بين الحكومات والشعوب وهذا ما أكدتة هذه الحرب الأخيرة، وحده الأردن تماهت فيه توجهات القيادة والشعب نحو القدس وفلسطين والحرب الظالمة على أبناء غزة، ولهذا نعاني من مؤامرات ومحاولات تحييد، ولكن روح الشعب النابضة تفشل كل ذلك لتاريخه وستبقى كلمة الشعوب هي الأقوى وتتألق حين تتماهى مع القيادة ويا ليت كل حكوماتنا العربية وقياداتها تفهم ذلك.
اسرائيل المتغطرسة، والتي لا تحسب حساب لأحد، وقعت صاغرة ومذهولة تحت ضربات صواريخ المقاومة الغزية، اسرائيل صاحبة الجيش الرابع في العالم أصبحت تدار من خلال ابي عبيده..!، من كان يتوقع ذلك؟ إنها إرادة النصر… وانتصار الإرادة، تخيلوا… المقاومة فهمت الدرس وكل الدول العربية لم تفهمه بعد، إسرائيل كيان محتل وجد بالقوة ومساعدة دول الإستعمار ولن يرحل إلا بالقوة ولا يفهم إلا لغة القوة، وغير ذلك سنين من الهزيمة والخذلان العربي، والتفوق الاسرائيلي في كل شيء.
وحدها #إرادة النصر… وإنتصار الإرادة…!المقاومة صنعت المعجزة، الجيش النظامي بسلاح محدود لن يصمد أمام جيش مدجج بكل صنوف الأسلحة المتقدمة، الحل كان عند المقاومة، بأمكانات محدودة لقطاع محاصر تم بناء مخزون ضخم من الصواريخ وتم إدارتها بكفاءة، لتشكل عمق الإرادة وعامل ردع شكل لدى كل الإسرائيلين ثقافة الخوف والرعب، ولم تثني غارات الأحتلال على المدنيين والنساء والأطفال والبيوت والأبراج عزيمة الغزيين، فهم تواقون للشهادة طلاب نصر، نعم صنعت الإرادة المعجزة، تعامل إسرائيل مع المقاومة بندية، وطلب إيقاف النار دون شروط، ما كان ليكون دون وجع إسرائيل الداخلي وعجزها عن الإستمرار في توقف كل شيء وإستمرار تلقي الضربات والإختباء في الملاجئ، والأهم هذه المرة خروج الشعوب العربية للإنتصار للقدس وفلسطين وبزوغ نجم الجيل الجديد الذي راهن المحتل والبعض على أنه نسي القضية، وكذلك خروج المظاهرات الكبرى لشعوب الكثير من الدول الكبرى ضد إسرائيل المحتلة ودعما للشعب الفلسطيني، وتلويح تركيا والباكستان بالتدخل عسكريا، ولا ننسى الحملات الإعلامية والإستخدام الأفضل لمواقع التواصل الإجتماعي في فضح ممارسات الإحتلال، ونضيف لذلك ولا ننسى… لماذا تدخلت المقاومة؟ لأن قطيع المستوطنين وحكومتهم الباحثة عن فعل عنصري يدعم بقائها تبنت قضية إخراج أهل حي الشيخ جراح من مساكنهم وكذلك محاولات الإعتداء المتكررة على الأقصى والمقدسات والتنكيل بالمقدسيين وأهلنا في فلسطين، وهنا مربط الفرس في إتفاق وقف النار بطعم النصر، للمقاومة والتي فُرضت ضمناً؛ إن عدتم عدنا، فهل يفهم المحتل الرسالة..! وسياسة الردع التي فرضتها المقاومة لمقبل الأيام، مع تغيير في سياسات الدول الداعمة لإسرائيل حيث قلبت الحرب الأخيرة كل الموازين، واتضح أن كل الإستراتيجيات والتخطيط والتقدم التكنولوجي والتسليح المخيف وقفت عاجزة أمام صواريخ المقاومة والتي فرضت الإرادة وأرغمت المحتل على التعامل بندية معها، والإعتراف بها ضمناً..! وقد نرى قريبا تحركاً أمريكيا بأتجاه حل الدولتين، وكذلك إنقلاب لسياسات التطبيع دون ثمن، وربما إستفادت الدول العربية من الدرس لتذهب بإتجاه إستراتيجية الصواريخ، وتراجع فعل الجيوش النظامية أمامها، المعادلة بسيطة التركيز على بناء قوة صاروخية تصنع الردع والإرادة والنصر والذي لم تستطيع صناعته الجيوش النظامية عبر سنين من الصراع، فهل نفكر بذلك..!
المشهد الأهم في النصر هو عودة الروح للشعوب العربية وإنكشاف شغفها بالنصر والعروبة وأتضح جلياً، أن كل سياسات الإذلال والإنكسار والخيبات لم تحيد الشعوب العربية والأجيال الشابة ولم تنسيها قضيتها الأولى، وربما استفاد القادة العرب من المشهد بالرجوع لشعوبهم وإخذ العبرة، قوة القائد تستمد من شعبه وإرادته، فإذا استطعنا بناء الإرادة سنصنع النصر وستنتصر الإرادة لا محالة.
رحم الله شهداء فلسطين، وأمنيات الشفاء لكل المصابين، ونقول لهم خجلون من فعلكم العظيم أمام هواننا على الآخر وعلى أنفسنا، لكنكم علمتمونا كيف تُصنع الإرادة… وماذا تَصنع،
{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (يوسف 21)… .حمى الله الأردن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى