كيف تسرب المطار من تحت أقدامنا؟ / عمر عياصرة

كيف تسرب المطار من تحت أقدامنا؟

مطار ايلات الجديد الذي اعلنت اسرائيل افتتاحه بالقرب من العقبة، لم يكن مشروعا وليد الامس، بل خطواته التأسيسية انطلقت مع بواكير عام 2013 وقبل ذلك حتى.
لكن علاقتنا على ما يبدو لا تعرف مواعيد مناسبة، الا وقت الغارة، فها نحن نعترض ونولول متأخرين، وها هي اسرائيل تفتتح المطار غير عابئة بكل اعتراضاتنا.
تتحمل حكومة الدكتور عبدالله النسور كل المسؤولية، فقد كان حريا بها ان تقاتل من اجل عدم اقامة مطار بهذه المخالفات على مقربة من حدودنا.
اليوم، تتقدم سلطة الطيران المدني الاردنية، بمذكرة احتجاج رسمية وفنية مفصلة ضد اسرائيل الى منظمة الطيران الدولي، وتم ارسال مذكرة مماثلة للاسرائيليين.
كل ذلك لن يجدي تفعا، لن تجعل اسرائيل تتراجع عن مطارها الكبير بعد افتتاحه، ولن يتوقفوا عن انتهاك سيادة اجوائنا، وعلينا ان نعرف ان طائراتهم في لحظات الهبوط ستلتف وتحوم فوق القصر الملكي والمناطق الخاصة بالعقبة.
كان الاجدر بنا عدم تأخير الاشتباك مع «ازمة المطار» الى ما بعد الاعلان عن افتتاحه، لأننا في هذه الاثناء سنكون اقل قدرة على التأثير، واقل قدرة على فعل الكثير.
لا نعرف كيف تفكر المرجعيات بالتعامل مع ملف مطار ايلات، الذي لا ينتهك السيادة فقط، بل سيقضي على كثير من قوة منطقة العقبة الاقتصادية، فالخسارة الاقتصادية يجب عدم اغفالها.
هل ستبلع الدولة «الموس» وتقفز عن الاثار السيادية والاقتصادية؟ وهل سنكتفي ببعض التنسيق بين ادارات مطارنا ومطارهم، ونعلن خروجنا من الازمة، ملتزمين بفلسفة «مغلوب بستيره»؟
ام سنكبّر حجرنا، ونعلنها ازمة مع اسرائيل، ونمضي في شكوانا امام الجهات الدولية، ام اننا سنجعلها ازمة سياسية دبلوماسية تأخرت في مواعيدها.
من اضاع الوقت هو حكومة النسور، ومن بعدها حكومة الملقي، وحتى الرزاز تأخر في الاشتباك، كلهم يتحملون مسؤولية الضائقة التي تعيشها خياراتنا في مواجهة مطار يؤذي السيادة والاقتصاد الاردني معا.
ننتظر كيف ستدير الدولة الازمة، ونتمنى ان تكون العزيمة كبيرة، ولعلي اميل الى جعلها ازمة سياسية دبلوماسية تتناسب مع غطرسة نتنياهو وعربدته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى