[review]
كتبت قبل سنتين مقالاً على صفحات الرأي بعنوان "الكنّة الجديدة" شبّهت فيه قدوم الحكومة الجديدة "بالكنّة الجديدة" التي تدخل الى دار عمّها متحمّسة ، نشيطة ، ودودة ، تقوم بمجاملة الجميع ، تحاول ان تتقرّب من الجميع ، شعلة من الاصلاح والنظافة، وما أن ينتهي شهر العسل أو "ال100يوم" حتى تعود : بليدة، محبطة، نزقة، تغضب الجميع، وفوق كل ذلك تصبح كتلة في التخبط و"العجاقة"..ربما من حسن حظي أنني لم اتطرق في ذاك المقال لعلاقة السلفات بعضهن ببعض واكتفيت بعلاقة الكنّة "بالعم والعمّة" فقط ،قلت لحسن حظي وذلك لأستغل فكرة المقال مرتين على الأقل..
***
لا زلت مصرّاً ان الحكومة مجرّد "كنّة" في هذا البيت الكبير ،وان ثمّة حساسية مخفية بين القديم والجديد..لا بد ان تظهر بوادره وان غلّفت بابتسامات صفراء فاقع لونها في الصباحات الأولى وأثناء صعود الجديدة ونزول القديمة على درج السياسة ..ولا زلت متيقناً أن بعض الاصلاحات التي تقوم به "السلفة" الجديدة /أي جديدة ، ما هي الاّ نوع من انواع الرغبة في فضح "سوايا السلفة سابقتها" لا اكثر .. مثلاً: بإمكان "السلفة" الجديدة أن ترفع السجادة وتكنس ما تحتها، دون ان تفزّع الدار ان هذه الكناسة "قديمة" وعلى زمن "سلفتها" السابقة ( شوف يا عمّي وين باقيه حاطة الكناسة) ، كما أن بإمكانها أن "تلّيف" نوافذ الاعلام دون الاشارة "للعمّ" أن القتامة ممتدّة منذ سنوات، وان تشطف بقع الفساد بالديتول والكلور دون ان تنادي العم والعمة والأسلاف والجيران " شوفوا شو لقيت تحت الحصيرة"؟..الاصلاح يتوجب العمل بصمت وبإخلاص، دون المقارنة بخطايا الآخر ..لأن الغدّ سيحمل سلفة جديدة وسوف تقوم "بذات التنبيش"!!
***
لقد سمعنا عبارة "لن نتهاون في مكافحة الفساد والمفسدين" الف مرة من جميع الحكومات و هي على رأس عملها ..وبعد رحيلها بأسبوع نكتشف أن هناك أعشاش للفساد كانت تسرح تحت بساطها ..قضية المغنيسيا، صفقة أمنية، كازينو البحر الميت،عطاء التوسعة ، وزارة الزراعة ، أمانة عمان ،سوق الخضار، الجمعيات التعاونية ، مصفاة البترول..والحبل على الجرار…كلها ظهرت بالأسابيع الأولى"لحكومات طازجة" ، لماذا تظهر قضايا الفساد دائماً في شهر عسل "الكنة الجديدة"..وهل المقصود فعلاً "التنظيف " والتطهير بنية خالصة ام "التعزير" على السلفة العتيقة .
ahmedalzoubi@hotmail.com
