يا هملالي / علي الشريف

يا هملالي

غالبا حين يطلب الشعب من الحكومة ان تنجز له شيئا يتعلق بحياته اليومية من مياه وكهرباء وتنظيم شوارع ووظائف نسمع اجابة واحده من الحكومة اننا بلد فقير وتردفها بعبارة لكننا بلد غني بالانسان.
اذا طالبنا بالمياه نحن بلد فقير اذا طالبنا بالكهرباء نحن بلد فقير اذا طالبنا بتعبيد الشوارع فنحن بلد قليل الامكانيات ان طالبنا بزيادة الرواتب فنحن بلد فقير ورغم ذلك نبقى نسمع اننا بلد غني بالاانسان فمن هوهذا الانسان المعجزة.
هذا الانسان وحسب ما تم تداوله منه ربع مليون مطلوب للتنفيذ القضائي وما يقارب 34 الف امراة ستسجن وخريجوه بلا وظائف و بالشوارع ولانه رمز ثراء بلدنا اصبح اكثر من سبعين بالمائه منه تحت خط الفقرومن ابرز امكانياته .
جامعاته اصبحت لاستعراض العظلات وعرض الازياء ومدارسه متاكله ومعلموه بلا حول ولا قوة وحوادث السير تحصد الارواح باستمرار والمخالفات رشق وعلى قفا مين يشيل واعلامه يمارس كل شيء في الدنيا الا الرسالة الاعلامية .
ولو اردنا الحديث اكثر لوجدنا ان حكومة هذا الانسان بواد ومجلس نوابه بواد اخر فالقانون يصدر بغياب النواب وربما بحضورهم لا فرق ان تكلمنا عن الطاقة فالجواب لا يوجد لدينا بترول ان تكلمنا عن الوظائف فغنى الانسان يكفي ولا حاجة للوظائف وان تكلمنا عن الاسعار فالانسان هو راس مال الحكومة والصبر طيب.
ولاننا بلد غني بالانسان فالقانون لا يطبق الا على هذا الانسان فالكلام عنده ممنوع لانه ثروة والحلم ممنوع لانه مزعج والحياة تكاد تكون معدومة لانها تسبب الامراض وعليه فقط ان يسمع ويلبي ولا يعترض ويغني طل النشمي من الخندق .
لا شك اننا بلد غني بالانسان فهو الذي يدفع وهو الذي يقنع وهو الذي يموت وهو الذي يشقى وهو الذي يتعب وهو الذي يبنى وهو الذي ينهي حياته على الطرقات او مديونا او مهموما او منتحرا وهو الذي يخرج متهما في النهاية وعليه ان يسدد العجز بينما كبار القوم ليسوا من الانسان هذا.
بلدنا غني بالانسان ولاجل ذلك رفعوا عليه الاسعار واعطوه بطاقة ذكية تحدد مكانه وعدد الطلبات التي عليه حرصا عليه فهو الكنز الذي يجب ان لا يضيع ولان بلدنا غني بالانسان فقط كان لا بد الا تشعره الحكومة بمكانته .
صحيح اننا بلد غني بالانسان ولكن الانسان يريد شيء واحد وما يريده هو انسانيته وحياته وان لا يعامل كصراف الي انهك حد التوقف وعليه ان يمارس عمله وان لا يقف طوابير في الاحوال المدنية حنى يحصل على الهوية الذكية وان يدفع الضرائب لكن يطلب ان يعلم اين تذهب ,
انسانا في هذا البلد من كثر غناه اصبح نقيا براقا لامعا لا يمكلك جيوبا الا الجيوب الانفية ولا يملك ما يثبت اردنيته الا رقم وهويه ذكية ولا يعترف به الا عند الرفع والشعبطة والتسلق على اكتافه ولكنه يمتلك مسؤولين مثل الهم على القلب وهو في خدمة الجميع ولا احد بخدمته .
نحمد الله لا فقر الان ولا طفر فعندنا ثروة مكونه من ستتة ملايين صراف الي وستتة ملايين بئر بترول ومثلها من حقول الغاز وكلما ضاقت الميزانية ذرعا بالهبش والنبش هب الجميع ليرفدوها ولا يتغير الحال ويقولون بلدنا غني بالانسان اي هو ظل انسان والله يا هملالي على هيك انسان

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى