رأس الإصلاح إصلاح التعليم

#رأس_الإصلاح #إصلاح_التعليم

#بسام_الياسين

لن تكون الدراسة ـ اية دراسة ـ ذات جدوى او قيمة،إن لم تسلط الضوء على واقع الانسان،وتقف على مشكلاته،وترصد احواله،ومن ثم تغوص في اعماقه لتحليلها،وتضع الحلول  الناجعة لها.لذلك على الدارس، ان يغترف المعرفة من ينابيعها الثرة الموثوقة،لا من سواقٍ سطحية ضحلة،قد تكون ملوثة.ارسطو المعلم الاول، نصح تلميذه الاسكندر،اول من فكر في العولمة، ان يسأل عن العلماء واهل الفن كلما فتح مدينة،لانهم مرآة الحقيقة،وحذره من الساسة والعسكر.فالمدينة الفاضلة هي المدينة السعيدة،ولا تكون الا بالعلم والاخلاق والحكمة،امنها وامانها يقوم على العقل لا القنوة ـ الهراوة ـ.

الحقيقة اننا نعيش مأزق تنموي تعليمي،ولا بد من الوقوف على الاسباب، ولاستفادة من دراسات وآراء اهل الاختصاص في هذا الحقل.لم اجد افضل من مقالتين لافتتين ومؤلمتين، واحدة للبروفسيور رشيد عباس :ـ ” جريمة في دفتر الرياضيات “، والثانية للدكتور المتألق ذوقان عبيدات :ـ ” هل عرفتم لماذا يرمون الكتب ؟ “. ظهرت بعد انتشار فيديو لبعض الطلبة،يرمون الكتب،بطريقة مؤذية.من هنا تكتشف حجم مأساتنا التعليمية التي لا تحتمل.لا نطالب بمجتمع افلاطوني مثالي،ولا بنزول الفيلسوف سقراط الى الاسواق لمحاورة الناس،ولا بديوجين اردني يحمل مصباحا في وضح النهار للبحث عن الحقيقة بل نريد علماً نافعاً يمتص البطالة و يواكب العصر.

بدهية لا تحتاج دليل ولا اقامة برهان :ـ بالعلم نعرف واقعنا ونغيره،وبالفن الراقي نُقّوم انساننا ونُهذّبه.بالعلم تتفجر العقول بالمعرفة والابداع،بالعلم نرفع مداخن المصانع العالية،نستثمر في التجارة،نرفع انتاج الزراعة.بالعلم لا بالجعجعة تنشأ الحضارة. دون علم ر مكان لنا ولا مكانة . كلمة السر معلم ذو كفاءة ينشر الحب والانتماء بين الطلبة،قلبه على عمله،لا يحمل سوطاً ولا يجامل احداً. معلم بميزات تليق بموقعه ودوره.لذا يجب ـ معاملته ـ كموظفي الهيئات المستقلة واعطائه امتيازات ومكافآت اعضاء الملكية الاردنية، “نموذج الخسائر المتلاحقة ” فالمعلم عنوان المستقبل،وهو الاهم في الدولة،لانه  صانع اجيال..

  البرفيسورعباس ختم مقالته الموجعة :ـ ان نظامنا التعليمي في خطر،اماا الدكتور عبيدات ختمها متحسراً:ـ قدمت مئات الملاحظات، لم يلتفت اليها احد،لان المؤلفين مدعومون. كما ختموا نختم :ـ ليس بمقدورك حصاد ما لم تزرع.اذاً،من ينثر البذور الصالحة فوق ارضنا الطيبة، لنحصد غلالاً طيبة ؟!.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى