المعـنى الحقـيـقي للـثـورة العـربية !!! / د . ناصر نايف البزور

المعـنى الحقـيـقي للـثـورة العـربية !!!
تحت رعاية دولة رئيس الوزراء أبو زهير المحبوب من الشمال إلى الجنوب، انطلق يوم الثلاثاء مؤتمر مئوية الثورة العربية الكبرى!

حضرنا إلى مدرج الحسين بن على و انتظرنا تشريف دولته! و قد كُنتُ في صراعٍ بين صرامة “نفسي اللوامة” و ما حدّثتني به نفسي الأمّارة بالسوء في أن أدلي بدلوي و أن أقوم بإلقاء قصيدة عصماء بلسان حال بعض “”مَسّيحة الجوخ” في بعض المناسبات الذين يتجاهلون الحدث الرئيس و يكيلوا المدائح لبعض الأشخاص! و كان مطلع قصيدتي يقول ما يلي:

تحلو الحياة بوجودكم في المفرق *** يا شَـمـسُ تيـهاً بالضياء أشرقي
يا خير مَن زَهَت الحياة بعصره *** عَفَّ اللـصوص فلا حـيـاة لسارِق
يا أحكَمَ مَن جـــادَ الزمـان بمِـثـله *** بِـبَـحـرِ عِـلمِــكَ نـورَ عـِلـمٍ أبـرِقي
لولاكَ ما خـفـقَ الفـؤادُ بأضلُــعيٍ *** كَــلاّ ولا طـابَ السُهـاد لِـعـاشِــقِ
هـذا مدادي قد جَـرى مِـن أدمُعـي *** حـقّـَاً وصِـدقاً لا لـســان مـنـافـــق

و من محاسن الصُدَف فقد كان مقعدي خلف مقعد دولة رئيس الوزراء مباشرة! يعني كان بإمكاني أن أهمس في أذنه “حرام عليك إللي بتعمله فينا”، كما قد يحلو لبعض “المُتذمِّرين”! أو “في حواليك مقعد وزاري شاغر؟، ” كما يتمنَّى الكثير من الوصوليين؛ أو أن أقَـبـِّلهُ على الخدّين مع أنّه يكره “البوس”، كما يحلو للعُشَّاق!

مقالات ذات صلة

و لكّنَّ أبا زهير خذلني هذا المرَّة ولم يحضر و أناب عنه وزير الدولة سلامة نعيمات؛ فضاعت مُخطَّطاتي و أحلامي أدراج الرياح فأضفتُ بيتين آخرين في الخاتمة حُزناً و كَمَداً:

إنّي أتــيـتـُك مادِحــاً فـيـك الــتُـقــى *** فـخـذَلـتـَني فَـلـَمَّا بـَعـدُ نـلـتـقـــي
أبا زُهـيـر ماتَــت لِظعـنِـك قـصائـدي *** فارفـق بحالي إنْ كُـنت رَبَّـا تَــتـقي

كما يعلم الجميع، فقد كان شعار و دافع الثورة العربية الكبرى الأساسي هو “رفع الظلم و المُعاناة” الذين وقعَا علينا بسبب جور سياسة “الاتِّحاد و الترقِّي” و غياب العدل و عدم المساواة؛ و تفشّي الفقر و الجوع! و هذا ما دفَعَ الشريف الحسين بن علي لإطلاق رصاصة الثورة قبل مئة عام!!!

فهل سألَ دولة أبي زهير نفسه عن الظلم و الفقر و الجوع و عدم تكافئ الفرص الذي لحق بالأردنيين طوال فترة ولايته للسنين الأربع العجاف الماضية!!!

الثورة العربية يا أبا زهير ليست أغنيةً نسمعها في حفلة أو مؤتمر؛ ولا كلمات نقرأها عن تاريخٍ مات و اندثر؛ بل هي دُروس نتعلَّمها و نُطَبِّقها في حاضِر حافل بالشواهد و العِبَر!!! و اللهُ اعلَمُ و أحكَم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى