ألسنة الفتن والزلفى

ألسنة الفتن والزلفى

أ.د .خليل الرفوع


لقد قضي على الفتنة في مهدها بعد أن أطلت برأسها من جحرٍ خَرِبٍ وكأنها روؤس الشياطين،  ولقد أثبت الحكماء أن الأردن وطن غير قابل للانكسار، وأن وطنًا بُنِي على عقد تاريخي قبل مئة عام لن ينقض ،وأن الحكمة الأردنية تاريخيًا تزداد رصانة وثقلا ورسوخا منذ سنين دار الندوة التي كانت أول مجلس للمشورة في تاريخ العرب ، ومنذ أن كان سادة البيت الحرام يطعمون الطعام في أيام المسغبة والمتربة على حبه مسكينا ويتيما ويؤالفون لتجارتهم رحلة الشتاء والصيف فلا يمسهم نصب أو نهب.
لم يشأ كثير من الأردنيين أن يحركوا ألسنتهم  بالسوء وهم يعرفون أن بيتا أنجب قادة لا يستعصي على ذوي الرشد فيه أن يروا  الرأي ويزنوا مواقف الرجال، كان ما انتظره الأردنيون ،وكانت الحكمة خالصة البهاء والاتزان وإنها لكذلك ، أمَا وقد انجلت الغمة وانفرج الكرب فإننا لندعو للأردن أن يحفظه الله من كل فاسد مفسد وأفاك أثيم ،  وكان اللوم لأولئك الذين بسطوا ألسنتهم الحداد بالتحليل القائم على النفاق المرًِ والزلفى البائسة عبر الفضائيات والمواقع التي تبحث عن فتن تشيع في الناس بغير علم ولا هدًى.
           مع التأسيس قبل مئة عام  وقف الأردنيون مع الدولة وبقوا كذلك ،  وحينما امتشق الخيانةَ ضباطٌ انقلابيون في منتصف الخمسينيات كان الأردنيون مدنيين وجيشا درعا سابغة صلبة مع الدولة وفي كل لحظات العسر كانوا كذلك وفاء وشرفا ورجولة ،  ولقد  فوجِئ الأردنيون بحجم النفاق وتبدل المواقف خلال سويعات من رجال كنا نحسبهم من ذوي الألباب والاتزان، وقد أسرعت ألسنتهم ببث النفاق والطعن  ، لا نعلم ماذا تقول لهم أنفسهم بعد أن لفظتهم أنفاسهم وكانوا يحسبون أن الكيل بموازين المطففين شهامة وما دروا أنها عاقبة السوء المودي بأهله إلى بغض الناس ومقتهم لهم  ،وقد أصبحوا قبل هجودهم أربابَ فتنة وألسنة كراهية  ما كان لهم أن يدخلوا دائرة الظن والإثم والغيبة مصبحين وإن الناسَ لتعرفهم فردا فردا ووجهًا وجهًا ومقالةً مقالةً وحرفًا حرفا .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى