فقرٌ وقَفر / د. ناصر البزور

فقرٌ وقَفر…

لم يكن الفقر المادّي عيباً في يومٍ مِن الأيّام؛ لكنّ الفقر الحقيقي المعيب هو فقر النفوس …وفقر العقول…وفقر الأخلاق…وفقر المروءة…وفقر الرجولة… 🙁
فإذا اجتمع في شخصٍ ما هذا الخليط العجيب من الفقر المادّي والنفسي والأخلاقي والعقلي والسلوكي فقد انتقل من حالة الفقر إلى حالة القفر الإنساني… 🙁
ولكم رأينا أناساً ابتلاهم الله بالعوز لكنّهم عاشوا كِراماً …أعزّاء النفوس…أصحاب نخوة وشجاعة ومروءة… فما زادهم تغيّر أحوالهم الماديّة بعد أن انعم الله عليهم وفتح عليهم بعض الرزق سوى فضلاً فوق فضلهم… وكرماً فوق كرمهم… ونخوة فوق نخوتهم… فهؤلاء كالذهب في معدنهم وقيمتهم على مدى العصور ومع تغيّر الأحوال والظروف… 🙂
وعلى طرف النقيض، فكم رأينا أناساً كانوا فقراء مالٍ وعقلٍ وأخلاق وقد فتح الله عليهم باب رزقه فأغناهم من المال؛ فما زادهم ذلك سوى كِبراً فوق وضاعتهم وخسّة فوق خسّتهم ونذالة فوق نذالتهم… 🙁 فهؤلاء كعبوات القمامة لا يزيدهم حُسن مظهرهم وزيادة أموالهم سوى زيادة في نتانة روائحهم…. 🙂
فملابس الحرير والفراش الوثير وفائح العطور لا تصنع رجالاً… 🙁
فالعَفَن هو عَفَن الأرواح والنفوس وليس عفن الأجساد… وسيقى “المعفّن” معفّناً والخسيس خسيساً… والجبان جباناً… والوضيع وضيعاً… 🙁 فكُن غنيّاً بروحك وأخلاقك ورجولتك حتّى يحقّ لك أن تجلس مع الرجال كرجل… 🙁 #كُن_رَجُلاً

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى