رهانُنا عليكِ يا عَهْد ‍ / م . عبدالكريم أبو زنيمة

رهانُنا عليكِ يا عَهْد ‍

بقبضةِ يدكِ الصغيرة يا عهد التميمي تحطَمَ جبروتُ بطشهم ، بدونِ تهديداتٍ واجتماعات ومؤتمرات ومساومات ومباحثات كنست الإحتلال وطهَّرت جزء من أرض فلسطين بالوقتِ الذي لم يستطع من وعدَ الشعبَ الفلسطيني في مثلِ هذهِ الأيام من العامِ الماضي بانهاء الاحتلال ونقل مقرات السلطة الى القدس الشرقية مع بداية عام (2018) ، بشموخك وأيمانك بعدالة قضيتك وعزيمتك وارادتك تحديت غطرستهم وانتصرت عليهم ، هكذا تتحرر الشعوب بالعزيمة والارادة والتصميم والمقاومة وإن كانَ هُناك مفاوضات فإنَّها كانت تجرى تحت النار ولم يتحرر شعباً عبر التاريخ بالمساومة والتنسيقات الأمنية .
ملياراتٌ أُنفقت عليكُم يا عهد لخلقِ جيل فاشل مِنكُم ، عشراتُ المحطات العربية تملكها دول تدّعي وصايتها على الإسلام تبثُّ على مدارِ الساعة برامج خلاعية تهدُف إلى سياسة تجهيلِ الشُعوبِ والشباب بمثلِ جيلكِ خاصةً لتغريبها عن مُعتقداتِها وثقافتها وتاريخها وهويتها الوطنية باللجوءِ إلى تَسطيحِ المناهج وطمسِ الثقافة الوطنية وإحلال ثقافة العُري والجهلِ والتخلُفِ واليأس ، مُستعينةً بالخبراتِ العالمية في صناعةِ الدعاية والترويج لما هو قذر وسيء ومنافٍ لأخلاقنا وتاريخنا وعقيدتنا ، فمن تلك الدعايات المُبطنة والتي تَصبُ سُمها في لاوعي المُشاهد ،هي تَصوير حياة تاجر المُخدرات فاحش الثراء الغارق في الملذات والمَسرات ، حتى أصبح الوصول إلى إمبراطورية المُخدرات حُلُماً يُداعب خيال الكثير مِنهم! وتتولى هذه الأنظمة العربية التابعة للغربِ الإستعماري رعاية إستمرارية وتوّسع رُقعة إمبراطورية المُخدرات والفساد والإشراف المُنسق على تدميرِ مُستقبل الشباب العربي بعدة طُرق منها بَثُ سُموم الفِتنة المذهبية لتتكاملَ الأدوارُ بينَ المُخدرات والجهل والتطرف لتحيا إسرائيل وتموتي أنتِ وجيلك يا عهد .
ثرواتُ الوطنِ العربي ومَقدراتهِ أُنفقت على شراءِ الأسلحةِ وتكديسها بحُجةِ تَحرير فلسطين وكمَّمت أفواهنا بقوانينِ الطوارئ على مساحةِ الوطنِ العربي الكبير بحُجةِ الخَطرِ الصهيوني الذي يُهدد أمننا القومي ، إكتشفنا اليومَ يا عهد أنَّ هذه الأسلحة هي لتدميرنا وتفتيتِ دولنا ، وأنَّ حُريتنا سُلِبت لتنمو مؤسسات الفَساد والرذيلة والبطش لخنقنا وتجويعنا وإذلالنا لنسيرَ كالقُطعانِ الطيّعة خلفَ مشاريعهم ومؤامراتهِم ، لكنَّكِ يا عهد بقبضتكِ الصغيرة بصقتِ في وجوههم وقُلتِ لهم وللصهاينة وإمبراطورية الشر والإرهاب الامريكية…ملياراتكم وأسلحتكم وجبروتكم لم ولن تسلب إرادتنا وعزيمتنا على تحريرِ أرضِنا ولَن تَنزِعَ مِنَّا إيماننا بعقيدتنا وتاريخنا وقيمنا النبيلة وثقافتنا الوطنية ولن تحرفوا بوصلة المقاومة عن عدونا الحقيقي المُتمثل بكيانِ الدولةِ اللقيطة المُسماة إسرائيل وكل داعميها ، اليوم أنتِ الطليقة كعصفورة الصباح وهُمِ المأسورين..أنتِ رمزُ الحُرية ومنارتها وهم الاجرام والصهاينة والنازيين..أنتِ زيتونة فلسطينية مُباركة راسخة جذورها في جبالِ الكرمل والطور واللد والرملة وفي كُلِ صَخرةٍ من أرضِ الأنبياء وهُم شجيرة كلخ نتنة ستَنخلِعُ من جذورها مع أول هبة ريح .
aboznemah@yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى