قاريين عند شيخ واحد / محمود ذيابات

قاريين عند شيخ واحد

كثر في الآونة الأخيرة الحديث في الشارع الأردني عن نية الحكومة برفع أسعار معظم السلع التي يدعي رافعوها كأنهم (قاريين عند شيخ واحد) : لن تمس جيوب الفقراء و ذوي الدخل المتوسط , يعني رفع الضرائب سوف يكون على المصانع وأصحاب المهن الربحية الضخمة , وتفسير هذا بالنسبة للحكومة كما فهمنا سوف يتبرع أصحابها بمقدار قيمة رفع هذه الضرائب من جيوبهم , يعني على سبيل المثال عندما تريد شراء أي سلعة كما فهمنا بأنها لن تمس جيب المواطن سوف تكون الضريبة المضافة تبرع كريم من أحد حيتان البلد والصانع لهذا المنتج (الله يجزاهم الخير) , وطبعا هذا حلم إبليس بالجنة , لأن إبليس (معشعش) في رؤوسهم , وكأن الحكومة بقولها هذا كأنها تخاطب شعب غبي أو متغابي ,والأدهى والأمر هو للأسف مشاركة النواب بمناقشة آلية رفع الأسعار والمستمع لهم من الجلسات التي رأيناها يعرف بأنهم لا يفقهون شيئا من أدبيات تمثيل الشعب ونسوا بأنهم يمثلوهم ولا يمثلوا الدولة ولا يحق لهم بأي شكل من الأشكال مناقشة رفع السلع وكان يجب عليهم التزام الصمت والتصويت في مجلس النواب على رفض هذه الآلية الهدامة ومراعاة شعور المواطنين ( يعني عالقليلة على عينك يا تاجر) وظيفتك تخفيض لا رفع .
الآن لندع هذا الكلام الفارغ جانباً ولنكن واقعيين مع أنفسنا ولنتق الله في لقمة عيش المواطن ,فسر كل المسؤولين في هذا البلد مقولة الملك بأن “المواطن أغلى ما نملك ” , هو بالنسبة لهم مصدر رزق لتحقيق متطلبات الدولة وترفيه كبار المسؤولين لإنفاق المال العام لجيوبهم , فـ بالتالي :
أما آن بأن تكون كلمة المواطن هي العليا , وأن يتم إنصافهم بتخفيض الإنفاق العام الذي ينفق على كبار الدولة من وزراء ونواب وغيرهم وأن تكون رواتبهم ضمن المعقول , وإيقاف بدل سفرات العمل الرفاهية , كما أعرف بأن أي مسؤول يسافر في عمل يأخذ علاوة على ذلك ( يعني مش مكفيه أنه طالع ببلاش ومن جيبتي وجيبتك , ولاآآآآ مرات بوخذ عياله معاه)
أما آن لنا بأن نستفيد من الدول المتطورة مثل اليابان , التي في يوم ما مسحت عن وجه الأرض فاليابان تطورت بسرعة البرق من أثر الصدمة التي ألمت بها , وأنا أعتقد هم وقعوا في صدمة واحدة أما نحن فالصدمات تتلاطم علينا كأمواج البحر الواحدة تلو الأخرى , كالاهتمام بالتعليم والتركيز على الجانب العملي وليس الاعتماد على النصوص ( حشو المخ بالكلام وعدم تطبيقه ) لماذا لا نحترم الوقت , لماذا لا نهتم بالقراءة كما يفعلوا واستثمارها في كل زمان ومكان فهو شعار تتملكه الدول المتطورة, فمن أصل مئة شخص ياباني هناك 88 منهم يقرءون الكتب , وعند معظم العرب 5% بالمائة يقرءون الكتب , وأن يكون هذا الجانب من الأسرة أيضا بتشجيع الطلبة على القراءة , وأن لا تقتصر المكتبات في الجامعات فقط .
لماذا لا نستفيد من انتكاسات الدول العظمى التي وقفت وعادت أقوى من ذي قبل , وسياسة بع كثيراً واربح قليلا آتت ثمارها , لماذا التضييق على الزيادة في طائل الأرباح التي قد تؤدي إلى شل الحركة العمرانية والإنتاجية نتيجة رفع هذه الضرائب والتي لها أثر سلبي و رد فعل عكسي لتحصيل و تسديد الدين العام , فتلك الدول خفضت نسبة الفوائد والتي وصل بعضها إلى الصفر , و بعضها قام بتخفيض الضرائب لأجل التشجيع للاستثمارات الداخلية المحلية لزيادة نسبة المبيعات وتحريك العملة والتقليل نسب البطالة .
لماذا لا يكون هناك رقابة على المصانع والشركات ذات الربح الفاحش من قبل وزارتي الصناعة والتجارة والتموين , والتي مذ زمن طويل لم نسمع بأنها تشدد على ذلك ( يا عمي اوكي, بدك ترفع الضريبة راقب هذه المصانع واعرف كلفة إنتاجها وحدد السعر المناسب وارفع الضريبة , والله لنحس بالفرق وربما رح يقل السعر ), فمثلا في الأردن تكلفة سعر طن الاسمنت لا تتجاوز 45دينار للطن ويباع في المصنع نفسه بــ92 دينار , لأن هذا الربح الفاحش عائد لمستثمرين من الخارج خوفاً على مصالحهم لا تتم الرقابة عليهم , وغيرها الكثير من المصانع .
قرأت ذات مرة عن إحدى الشركات قد تعلن إفلاسها إذا ما استغنت عن نصف الموظفين لسداد مديونية قيمتها 10ملايين دولار شهرياً , مدير هذه الشركة رفض هذا المقترح خوفاً على أسر الموظفين , فبادر باقتراح نال رضا العاملين : بأن يقوم كل موظف بأخذ إجازة بدون راتب لمدة شهر أو أكثر لمن يريد على أن يبقى الجميع في العمل , فبادر كل من في الشركة وبدون تردد على هذا المقترح حرصاً على عدم انهيار الشركة التي قد تفقدهم عملهم , وبعد فترة تم سداد الديون وتم تحصيل مبلغ20مليون أي ضعف المبلغ المطلوب , والرزاق هو الله , فمن توكل على الله فهو حسبه , فلماذا لا تكون مساهمتنا في حماية وطننا بأن نقوم بما قامت فيه هذه الشركة حرصاً على هذا الوطن ويطبق على الكبير قبل الصغير , مع أن كثير يقول بأنه مجحف ,,, فقط للتفكر.
لا أعرف لماذا الإصرار لبقاء تلك الرواتب العالية للوزراء والنواب والمدراء والتي يتجاوز البعض منها عشرون ألف دينار للشخص الواحد مع أن عشر هذا المبلغ كثير بالنسبة له , وما دمت تريد المنصب والجاه لماذا لا تكتفي براتب يقبله العقل والمنطق , ولما الإصرار على صرف رواتب تقاعدية لهم(استحوا على حالكوا شوي, وبدها مخافة الله) ,,,,,,,, العيب فينا والزمن قد يفنينا .
مكافحة الفساد لوحدها تريد مكافحة , الفاسدين في العسل يصولون ويجولون بمقدرات الوطن , وأكبر قضية فساد في المكافحة لا تتجاوز بضعة ألاف من الدنانير من المواطنين البسطاء ( بدك تكافح الفساد ,إحرق الاخضر واليابس , ومشتهي من الله مرة وحدة قضية لفاسد واحد تظهروها للعلن, وتفظحوه ليكون عبرة لغيرة) , وماذا حدث للكردي والذهبي وغيرهم من سرقوا مقدرات الوطن , تناسيتموها لتصبح طي النسيان , و
لما لا يتم مراقبة أرصدة وحوالات هؤلاء المسؤولين أو ما نسميهم كبار البلد التي تحول إلى بلدان أخرى مثل سويسرا (أم السرسرية وأم المصاري ) , وتفعيل جدي لقانون من أين لك هذا والذي أصبح هو الآخر طي النسيان.
وفي النهاية هناك الكثير الكثير من المقترحات التي طرحت والتي لا تقابل بالجدية من قبلهم لأنها تهدم مصالحهم وتهز عرش نفوذهم وسلطتهم قوبلت بالرفض والنسيان (و إن غربت ولا شرقت ) يجب علينا أن نضع مخافة الله بين عيوننا وأن نتقيه في كل أعمالنا , فكلنا أبناء هذا الوطن فالكل سواء في الحقوق والواجبات ومقدراته , فإن عدتم فالعود أحمد ,,,,,,,,,,,,,,,,,, و إلا ,,,,,, نقطة

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى