إزدواجية التعاطف : بلجيكا اليوم تركيا أمس / خالد عياصرة

إزدواجية التعاطف : بلجيكا اليوم تركيا أمس
نعم, انسانيا واخلاقيا اتعاطف مع ضحايا العملية الإرهابية التي شهدتها بلجيكا اليوم, وتبنتها عصابات داعش.

كذلك, اتعاطف مع ضحايا التفجير الذي شهدته تركيا قبل ايام. ومع ضحايا التفجير الذي شهدته طهران كذلك.

لكن, أي إنسانية تلكم وأي أخلاق, إن كان تعاطفي انتقائي اختياري.

هل أكون إنسانا أم حيوانا إن تعاطفت مع بلجيكا, دون أن اتخذ الموقف عينه من تركيا والسعودية وإيران وسوريا والعراق وتونس وليبيا واليمن ومصر وفرنسا واميركا ولندن واسبانيا, وغيرها من الدول التي ضربها الارهاب.

كيف استطيع استبدال صورتي الشخصية لاستخدم بدلا منها علم بلجيكا تضامنا معها, وانا بالأمس لم اخصص الصورة واضع علم تركيا للتضامن معها.

كيف اكون انسانا و أنا اميز دم هذا عن دم ذاك, مع ان الضحايا في كلتا الحالتين يحرم قتلهم ! هل دم البلجيكي طاهر , ودم التركي أو الإيراني أو السوري أو العراقي نجس !

قبل شهر , استشهد النقيب راشد الزيود على يد عصابات داعش, آنذاك لم نرى ” البعض ” وقد أعلن الحداد على صفحته, تضامنا مع أهله وناسه, لم يضع صورة راشد أو علم الاردن أو راية الجيش, وذلك أضعف الايمان.

من يتخذ هذا الأسلوب لاظهار مدى انسانيته, أود أن أهمس في أذنيه وأقول : أنت لا تختلف عن ذئب داعش المفرد, بل انت كاذب منافق متملق متلون.

الإرهاب أينما كان, ومهما كانت ضحاياه مرفوض مصدره واحد يكمن في العقول, لا الأديان.

إلى هؤلاء جميعا اقول : انتم فعليا لا تختلفون عن عصابات داعش واذنابها, انتم الوجه القبيح القمي الآخر لداعش, وسمومكم لا تقل عن سمومهم, وإرهابكم لا يختلف عن ارهابهم.

الخلاصة: لك الحق التضامن مع بلجيكا كإنسان يرفض القتل أينما كان, لكن هذا الحق يطالبك اخلاقيا ان تتضامن مع تركيا, وكل أرض يضربها الارهاب, حينها تكون إنسانا حقيقا.

‫#‏خالدعياصرة‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى