أسئلة برسم الشعب الاردني / د. مفلح الجراح

أسئلة برسم الشعب الاردني
ما الذي جرى!! على مدى تاريخ الأردن لم يشهد ما نمر به اليوم من تجاذبات واختلافات تكاد ان تطيح بالبلد- لا سمح الله ولا قدر- الى الهاوية؛ متناسين فضل الأردن وشموخه وكبريائه الذي انعكس على شخصية الأردني الذي تحترمه معظم شعوب العالم؛ حتى امتد الى كل مكان.
يجب ان نعرف جيدا ان هناك ضغوطا استثنائية تمارس على الأردن وقيادته وشعبه، وقد تكون بشكل ممنهج ولئيم تهدف الى تفكيك مجامع النظم الاجتماعية والأخلاقية والدينية والسلوكية والعلمية والمالية والاقتصادية لمصلحة قوى خارجية وداخلية تحمل في معتقدها تشتيت الامة والحرص على تراجعها وتخلفها الى حد تدميرها.
إزاء هذا الموقف الصعب، ماذا علينا ان نفعل؟ وما هو دورنا اتجاه ذلك؟ وهل منا من يساعد تلك القوى على تحقيق مرادها؟ وهل مجتمعنا الأردني يفهم بشكل صحيح ما يدور حوله؟ وهل استسلم الشباب الأردني للمغريات المخيفة التي غزت مجتمعنا بشكل ليس له مثيل لغاية الان؟ وهل يعلم الشباب الأردني انه مقصر بحق نفسه دراسة وعلما وحركة وارثا؟ وهل نحن السبب؟ وهل الضغوطات التي يعاني منها الشباب الأردني أكبر من ان يتحملها؟ ام اكثرها مصطنعة؟ فالشباب الأردني منكب على المباريات والألعاب الالكترونية وغيرها بشكل مذهل ومخيف! وهل هذه الحالة هروب من الواقع المرير الذي يعيش؟ وهل نقر ونعترف ان صِفة النفاق قد أصبحت ملازمة للكثير منا؟ وهل ننكر ان كثير من تصرفات بعضنا يثير الاشمئزاز والقرف؟ وما هي عوامل تراجع الرجال الكبار في السن عن الدور المحوري الذي يجب ان يطلعوا به؟ وماهي أسباب تداعي العلاقة التي يسودها عدم الاحترام بين الكبير والصغير؟ وهل المعلم والأستاذ الجامعي والطبيب والمهندس والموظف العام والخاص والفني والمهني والطالب والمسؤول وحتى الأطفال يقومون بعملهم على أحسن وجه؟
وهل هناك دور للقانون في معالجة كل هذا الخلل؟ وما هو دور الدين الان في ذلك وانا اشعر انه أصبح وكانه في موقع المدافع عن نفسه فقط!!؟ وهل الحكومة الأردنية حريصة على مواجهة هذه الهجمة الشرسة والمتمددة يوما بعد يوم؟ وهل هي قادرة على مواجهتها؟ وهل حكومتنا تنوي إيجاد الحلول المعقولة للتخفيف من حدة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه مجتمعنا؟ وهل هي تملك القرار في ذلك؟ وهل فعلا ان الولاية العامة للحكومة مسلوبة منها لصالح قوى الدولة العميقة؟ وهل سيبقى العابثون بأمن البلد اقتصاديا واجتماعيا دون محاسبة أو عقاب؟ وهل من يُنظِر علينا يوميا ويتصدر المشهد السياسي والتشريعي يتمتع بالنظافة الواجبة على كل منا؟ وهل نجرؤ ان نقول للفاسد فاسد بوجهه؟ وهل يتمتع الفاسدون بقوى خارجة عن إرادة القانون الأردني؟ والسؤال الأهم لماذا لا يتحرك صاحب القرار بالضرب على يد المفسدين وكسر ظهر الفساد الذي يستشري يوما بعد يوم دون ان يجد من يقف بطريقه؟ وهل تخضع القيادة الأردنية لضغوطات استثنائية لتمرير صفقة القرن؟ وهل قيادتنا قادرة على مواجهة تلك الضغوطات؟
وهل ننكر ان مجتمعنا كثير الكلام والنقد غير البناء عبر التواصل الاجتماعي الوهمي؟ وهل ننكر اننا في مجالسنا الخاصة ننتقد تصرفات بعضنا كمجمل شعب وأننا نخشى ان نصرح بذلك على مرأى ومسمع الجميع؟ وهل ننسى اننا أعظم دولة في محيطنا يتمتع مواطننا بحرية التعبير والرأي؟ وهل ننكر ان البنى التحتية في بلدنا توازي كثير من دول العالم وتتفوق على بعضها؟ وهل ننكر ان القطاع التجاري يتمتع بحياة راغدة رغم شكواه اليومية؟ وهل نقزم ما حققناه -وسط محيط ملتهب- من امن وامان؟ وهل ننكر انه لم يعدم ناشط سياسي أو معارض في بلدنا ككثير مما نشاهده يوميا في دول الجوار؟ وهل ننكر ان اسواقنا ممتلئة مما لذ وطاب وان الطلب عليها كبير جدا؟ وهل ننكر أيضا ان الكثير من البيوت لا تملك قوت يومها ولكنها لا تصيح ولا تشكوا عكس غيرها ممن يصرعوننا بانتقادات واهنة وهم يتصدرون مشهد الفساد غير المعلن والمعروف لدى الجميع؟ وهل ننكر نحن من ننتقد الحكومات والمسؤولين عندما نلتقيهم نقيم لهم الدنيا فرحا ولا نقعدها؟ وهل ننكر ان كل الدعوات والولائم تذهب إليهم بحكم المصالح المأمولة منهم علما بأن تلك المصالح غير متحققة الا للبعض؟ وهل ننكر ان الفقير في بلدي ينظر الى المسؤول باحترام وتقدير عندما يلتقي به ولا يأبه لغيره ممن هم بعيدون عن كرسي المسؤولية ثم ينتقده لاحقا عبر التواصل الإلكتروني؟
وأخيرا هل نستطيع بعد كل هذه الاعراض تشخيص حالة المجتمع الأردني؟ سؤال برسم الشعب
د. مفلح الجراح

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى