مصنع الاسمنت قضية الفحيص العادلة لـــ م. هيثم منير عريفج

الفحيص حالة عشق اردنية فريده تربط الماضي بالحاضر بنظرة ثابتة للمستقبل ، يعبر الفحيصية بلهجتهم الاصيلة القوية عن المعاني الاردنية بمفهومها الواسع من الكرم والاصالة والشهامة والشجاعة ،اهل الفحيص اهل النخوة والحمية ، من منا لا يعشق الفحيص ، من منا لا يفتن بجمالها وسحر طبيعتها. هذه الحالة الاردنية الفريده بما لها من خصوصية تعرضت لظلم الحكومات المتعاقبة بانشاء مصنع للاسمنت لوث جمالها واتعب انفاس اهلها ، مصنع سرق ارض الفحيص بقرارات استملاك جائرة ، ارض المصنع هذا وقعت ضحية لقرارات الخصصة التي تعرض لها كثير من املاك الاردنيين دون ان تجلب لا نفعاً ولا مصلحة ، فبيع المصنع للمستثمر الاجنبي الذي اصبح احق من اهل الفحيص بارضهم . ولم تشفع كل المحاولات لوقف سموم المصنع من نخر اجساد الفحيصية وبيوتهم واشجارهم الا في القريب حيث صمتت اخيراً مداخن المصنع واصواته المزعجة . بعد كل تلك المعاناه وبرغم توقف المصنع الا ان المشكله مازالت تتعقد ، المستثمر الاجنبي يخطط لبيع ارض المصنع مرة اخرى للغرباء ، بخطط لتلويث خصوصية الفحيص وجمالها ، لنهب ما تبقى من كرامة الاردنيين بعرض ارضهم في مزادات السماسرة. ما يحدث في الفحيص يشبه الى حد كبير احتلال فلسطين وبيع ارضها للعدو ، فأرض الفحيص ارض اردنية اغتصبت بطريقة غير شرعية ، فلا قرار الاستملاك شرعي ولا استمرار الاستملاك قانوني ، اذ ان قانون الاستملاك ينص على انه لا يستملك ملك احد الا لتحقيق النفع العام وهذا النص يشترط تحقيق النفع العام للاستملاك ولاستمراره ايضاً ، ولا مبرر للاستمرار ان كان النفع سيصب في جيب المستثمر الاجنبي . ما يرفع الرأس كأردنيين وقفة الرجال التي سطرها صبيان الحصان ، مدافعين عن ارض الاباء و الاجداد بكل عنفوانهم وشجاعتهم ، هذه الوقفه الاردنية تمثل الشموخ الذي تربى عليه الاردنيين ، بذات الوقت هي ليست دفاعاً عن ارض الفحيص وحدها بل دفاع عن كل ذرة من الاردن ، وقفة ضد الفساد واستغلال المناصب ، وقفة ضد كل حق ضاع في هذا البلد الطيب ، وقفة في وجه الظلم ، وقفة تحتاج الى الدعم الشعبي قبل الرسمي . نرفع الراس عالياً بكل اردني يدافع عما تبقى من كرامتنا و يمنع الظيم عن مستقبل ابنائنا ، فالف تحية الى صبيان الحصان ، داعياً الاردنيين الى الوقوف وقفة الرجال في هذه القضية العادلة قضية كل الاردنيين .

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى