مطرح ما كنا ولاد زغار / نبيل عماري

مطرح ما كنا ولاد زغار

شو بحب أغنية سلوى القطريب ( خذني معك عادرب بعيدة مطرح ما كنا ولاد زغار) أخ لو نرجع ولاد زغار وخاصة مع دخولنا العطلة الصيفية والتي تمتد من بداية حزيران حتى أوائل ايلول ومع بداية موسم الملوخية حين ترى النساء يجلسن بجانب عتبات بيوتهن ( ينقبن …الملوخية ) لغايات التنشيف ونحن الصغار نبلش في بناء بيوت الطين وأفران الطين ونشوي البطاطا والبصل في تلك الأفران وتمتلىء سماء الزرقاء وهي مدينتي والتي عشت بها بطا ئرات الورق الملونة المصنوعة من خشب القصيب والأوراق الملونة وحتى الجرايد وعجين الطحين وخيوط المصيص ويبدأ موسم بيع الكريزة ( حلاوة السميد ) وسحبة البلالين من الحجم الصغير حتى الكبير وحتى الكازوز كان له مواسم هو والبوظة والتي كنا نسميها أيمة تظهر في الصيف وتختفي بالشتاء ويبدأ بائع (الأسكيمو ) يبيع بصندوقة والذي يحمله على الكتف وهو عبارة عن ثلاجة صغيرة يضع بها الأسكيمو والبريمو المفستق بلونة الفستقي وتباع الحبة بتعريفة والبريمو بقرش وممكن لعب الفنة بالعملة ( عربي – انجليزي -أو صورة – وكتابة )لربح المزيد من حبات الأسكيمو وكذلك بيع العنبر الأحمر بالتفاح أما لعبة كرة القدم في الحارة فحدث ولا حرج فقد كانت جميع ركب ولاد الحارة وخاصة ( صابونة الرجل ) ملتهبة ومشخوطة من جراء الوقوع كنا نخترع لعبةكل يوم من السكوتر الى لعب اسلاك السيارات وعمل سينما بشاشة بيضاء وشمعة وصناعة فخاخ يدوية ومقالع نستعملهم حين الذهاب للحصيدة في بلدتي الحصن وكنا ننتظر المساء حتى يطل علينا بائع الذراية بعربتة وهو يصيح ( ذراي يا الذراية ) بطعمها الرائع وحباتها البيضاء القاسية اللذيذة وبعدها يمر بائع البوظة وعربنة الجميلة المزدانة ببسكوت البوظة الملون كأنها قوس قزح وهو يصيح أيمة بوظة كانت الحياة وقتها جميلة والناس طيبة والزرقاء نظيفة قليلة العدد الختيارية فقط هم من يسمعون الأخبار ويهتمون بالسياسة أما نحن الصغار ننتظر أفلام الكرتون من الشبح او توم وجيري وباباي والتشجيع على ألتهام السبانخ ومسلسلات الساحرة ودنيس ذا مينس والفرجيني ومقالب غوار وحمام الهنا وصالح المهول ولكن يوم الجمعة له طابع خاص حين نذهب مع الوالد الى حسبة الزرقاء لشراء الفاكهة والخضار واللحوم في الصبح الباكر ومن ثم الفطور حمص وفول وفلافل وعمل فتة حمص بيتية باللحمة والصنوبر والسمنة البلدية وغيرها من أحتياجات الفطور من شاي الغزالين او الفراشة وجبنة بيضاء ولبنة مدحبرة بالزيت وتطلي المشمش الطازح المصنوع حديثاً مع حبة اللوز الحلوة والتي تتواجد بالمرطبان وبعد الأفطار والحمام نجلس لحضور التلفاز حيث أصبح التلفزيون يفتح يوم الجمعة صباحاً بدل السادسة مساء وكان قنال3 وقنال 6 ولا أعرف سبب تسميتهم قنال 3 و6 ننتظر حضور المهابيل الثلاثة ومسلسل حربي أمريكي بعنوان كومبات وأستمتع كذلك بحلقات العلم والحياة لمصطفى محمود أما حين تبدأ الشمس على المغيب نشطف السطح لترطيبة من حر الزرقاء اللاهب ونسهر على السطح مع الأهل والأقارب حتى يغزونا النوم نحضر فرشات الصوف نفترش فيهم السطح ولكن قد لا يغزوك النوم فتبدأ بعد النجوم والكواكب وهم يقولون ان من يعد النجوم تظهر له ثواليل في جسمة ولا أدري صدق الموضوع أو أن أمسك راديو الترانزتر الصغير أقلب المحطات حتى أصل ألى أغنية جميلة وخاصة لأم كلثوم وكنت أحب معزوفة لعبد الوهاب وهي مطلع أغنية وطنية لفايزة احمد تقول فيها كل كف عربية عانقت قلبي وعزمي ويدي وقد كانت مقدمة الأغنية أشارة البدء لأخبار الأذاعة السورية كم انت جميل أيها الزمن الجميل

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى