«عمار الحكيم» في عمان / عمر عياصرة

«عمار الحكيم» في عمان

وصل امس الى عمان رئيس التحالف الوطني العراقي عمار الحكيم، ويقال إنه سيلتقي الملك، وانه يحمل في جعبته ورقة مصالحة «سنية شيعية» يرغب ان يكون الاردن وسيطا فاعلا فيها بين الاطراف.
من ناحية المبدأ، يجب على الاردن المطالبة دائما بتسوية سياسية كبرى في العراق تعيد لكل المكونات مواقعها الطبيعية، وفق حجومها، وتسمح باستقرار المشهد العراقي.
بل على الاردن دائما ان يبادر في ذلك، فالحل السياسي العادل في بغداد هو الطريق الوحيد للتعايش، وهو السبيل الاوحد للقضاء على التطرف عن كل المكونات.
إذًا، الحكيم في عمان، سواء بدعوة من الملك أم بمبادرة منه، فالراجح ان يحمل مشروع تلاق مع السنة، ويريد من الاردن ان تكون وسيطا او عرابا لها.
لا مانع لدينا، لكن علينا ان نكون اكثر حذرا في التعامل مع نيات حكام بغداد في هذا الوقت، فحين نراقب المشهد العراقي ندرك ان السلطة هناك تعيش حالة نشوة وسيطرة، لكنها في ذات الوقت تتحسس ازمة قادمة من معركة الموصل.
ما الذي يدفعهم إلى عرض مصالحة مع السنة، فهم يعلمون انهم في حالة استفراد، والسنة في العراق في أضعف حالاتهم! هذه اسئلة منطقية يجب عدم مغادرتها.
ثم علينا ان ندرك ان معركة الموصل تعيش حالة استعصاء، وان مناطق غرب بغداد والأنبار عادت لها داعش بشكل او بآخر، ومن هنا لعلهم يريدون توظيف دورنا لمصلحتهم.
علينا ان تريث، وان تكون خياراتنا نابعة من وعي كامل، وان نوازن فيها بين مصالحنا الحيوية العليا، وبين ما يجري في الاقليم، نعم إنها حالة عدم يقين لا بد من إدارتها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى