مسح جوخ رخيص / جمال الدويري

مسح جوخ رخيص
يطل علينا بعضهم، وخاصة عندما يحتدم الحديث عن ضرورة التغيير وتشكيل حكومة جديدة، بنصوص مزخرفة، تسابق بها المصطلحات والتقعير اللغوي، بعضها، بمدح صاحب دولة او معالي سابق، كأنها تقدم اوراق اعتماده لرئاسة حكومة جديدة.
كان كذا…وكان كذا، وهو كذا…ولم يفسد ولم يسرق، وهو يمثل كذا وهؤلاء او اولئك، وما الى ذلك من مسح مسخ للجوخ، لا يخفى على ذي بصر وبصيرة، ودون ان نطعن بهذه الشهادات وتفاصيل ما يوضع لأصحابها من سي في، نظرية كانت او عملية، فان هذه النصوص المادحة، والتي غالبا ما تبدأ بنفس اللازمة: ليس لي مصلحة شخصية، او: لا اريد ان امدح فلان، فهو ليس بحاجة المدح، وكأن الكاتب يزكي الممدوح على الله والمدح وشهادة الناس به، لا هدف لها ولا مبرر الا تذكير صاحب القرار، بوجود هذه الشخصية او تلك، واستحضارها من غياهب الغياب والزمن السحيق، ومحاولة تمرير اهليتها لمنصب عام رفيع، لم تثبت هذه الشخصيات خلال شغلها مناصب عليا سابقة، انها اهلا لها، او تميزت بخلق او ابداع، سجله الشعب والذاكرة باحترام وتقدير.
وأسوأ اسباب دبج هذه النصوص والمقالات والمنشورات الاليكترونية، هي ان تكون مدفوعة من تلك الشخصيات او كوادر اعادة تأهيلها، او على الأقل، محسوبية وصداقة شخصية.
بالختام، لا بد من القول لهؤلاء وهؤلاء: الحمد لله، ان القرار لا يكمن بأيديكم او في دائرة سن قلمكم او ضادكم الاليكتروني.
وليتكم تعيروننا بعض الصمت، فهو يعادل الذهب احيانا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى