ليُحاور الأردن شبابه .. / الدكتور حسين محادين

خاص – سواليف
ليُحاور الأردن شبابه ..

* منذ عدة سنوات وتحديدا مع ظهور الربيع الأردني 2012 وعناوين الشباب الأردني من الجنسين “هوية ومتوسط اعمار واعدة في الايجابية كما يُفترض ” تتسم بالضبابية والتوزع على الثقافات الفرعية “بادية ؛ريف ؛مدينة ؛مخيم” برغم الأعداد الكبيرة للأندية والمراكز التابعة لوزارة الشباب وبعض مؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام المتباينة الأداء والعمق بخصوص شبابنا الذين يشكلون القاعدة الأوسع من الهرم السكاني في مجتمعنا الشاب كما يوصف .
* بمعنى أخر مُتمم فأن الملمح الأبرز هو أن طرق تعبير شبابنا عن حضورهم ومشاركاتهم الهامشية عموما قد بقيت محدودة باتجاه ما هو ما أقل من قيم المواطنة والأمن الوطني بالمعنى الدستوري الواجب تعميقه حضورا وممارسات ضمن دولة القانون والمؤسسات الحقيقية وغير الاسترضائية ؛ وبالتالي يمكن القول هنا تشخيصا بأن هوية شبابنا الذهنية والسلوكية وبصورة علمية قد بقيت وما زالت حاضرة في الوجدان الشعبي بنموذجين متضادين يا للوجع :-
– ففي مرة يظهر جزء من شبابنا مقترنا بالتميز الفردي والدراسي لبعضهم في المدارس وجامعات الوطن او في مراكز الإبداع والثقافة والترويح الايجابي على قِلة عددها لاسيما في المحافظات الأردنية خارج العاصمة عمان.
– الحالة النقيضة على شكل فقد او انتحار جسدي او عبر تعاطي المخدرات أو إفناء للأجساد مع الإرهابيين بين بعض شبابنا التي ظهرت بوضوح جراء التحاق إعدادا من شبابنا الأردني في الحركات الإرهابية هنا او هناك داخل الأردن وخارجه وبأعداد غير قليلة ولم تدرس علميا للأسف جراء غياب التشبيك بين صناع القرار وأصحاب الاختصاصات العلمية في المعاهد والجامعات ” وبما يُغني الوقاية الأمنية المجتمعية في المحصلة وبالتالي علينا الاعتراف إننا لم ننجح للان أفرادا ومؤسسات شباب في إنضاج مضامين الاندماج الوطني والهوية الجامعة والمواطنة كما طرحها جلالة الملك في الورقة النقاشية السادسة من دواخلنا وعيا وممارسات مع ملاحظة أن هذا التجلي الوطني شبه الموسمي لا يظهر مقنعا الا في ظل تحديات الخارجية التي تواجه الوطن كالتفافنا حول مضامين الشهادة ومنجزات الوطن لفترات متقطعة لم يتم التقاطها رسميا وأهليا والمراكمة عليها بسبب غياب الرؤية الإستراتجية لدى مؤسساتنا السياسية والشبابية رغم كثرة إعدادها وهشاشة أداءها .
وبناء على ما سبق وإنضاجا له فأن الشباب لا يظهر كشريك مع “شيّاب السياسة الحكمة” في تفاصيل القضايا التي تخصهم كشباب انطلاقا من حقهم في تحديد موضوعات النشاطات الحرة المنظمة مؤسسيا لهم في المدرسة والجامعة او أطروحاتهم الواجب علينا الإصغاء لهم فيها مثل البطالة ومقترحاتهم نحو التعامل معها؛ أو كيفية عمل الخطط الميدانية الموجهة لهم وصولا إلى تحصينهم الفكري والسعي لتجفيف مورد الإرهابيين الأساس من شبابا وليس على أساس الوعظ والإخافة الذي فشلا للان في تأطير توجهات الشباب واداءات التطرف والإرهاب لدى عدد منهم بل عبر التعلم بالترفيه والتكنولوجيا كأيدلوجيا يمكن توظيفها لخلق لغة متقاربة مع شباب فهم في حالة صيرورة لهوياتهم المستقبلية من ألانوهم كشريحة فاعلة وتمتلك جرأة المغامرة مثلما هم الفئة الأكثر استهدافا من قبل مسوقي الخدر الفكري وهم الإرهابيون هنا مثلما هم المستهدفون في الخدر الجسدي من قبل تجار المخدرات معا .
أخيرا ..أدعو لمؤتمر وطني لمحاورة شبابنا انطلاقا من اصغر وحدة إدارية في البادية والقرية والمدينة والمخيم وصولا إلى أطار تنظيمي صادق لمحاور هذا المؤتمر على مستوى الوطن ووفق آليات تفصيلية توضع معهم وبقادة فكر المواطنة وقيم الدولة الأردنية شريطة أن لا يتكلم عنهم شياب حكوميين نحترمهم بالتأكيد او حكماء سياسيين مكرسين بصورة استبعدت للأسف مشاركات شبابنا على مسرح أردننا الحبيب وفي شتى عناوين العمل فيه رغم كل التوجيهات الملكية بهذا الخصوص وها نحن ندفع الثمن بكل وجع … لنتحاور بالتي هي أمّن.. فهل نحن فاعلون ؟؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى