سحلب و شاي / رامي علاونة

سحلب و شاي
دخل “دكتور” المادة الى القاعة فوجد جميع الطلاب بانتظاره. حيّاهم و عرّفهم بنفسه، وزّع عليهم ورقة وصف المساق، و تمّنى لهم ان يقضوا معه وقتاً ممتعاً و مفيداً في تعلم مادة “البراجماتيات” في اللغة.
و كوسيلة تمهيديّة لتعريفهم بمفهوم “البراجماتيات” كعلم من علوم اللغة، كتب الجملة التالية على اللوح:
“حرصاً على العلاقة التي تربطنا به قمنا بتحويله إلى مستشاراً لشؤون العشائر في وزارة الداخلية قبل إحالته للتقاعد”.
وطلب من الطلاب ان يُحلّلوا هذه الجملة و ان يخبروه بما يتبادر الى أذهانهم عند سماع او قراءة هذه الجملة.
تململ عوض و عدّل جلسته، أرجع بإصبعه نظارته التي “سحلت” قليلا عن عينيه، ثم رفع يده.
الدكتور: تفضل! بس عرفنا على حالك بالأول.
عوض: اسمي عوض. طالب سنة اولى.
الدكتور: تفضل عوض، احكي!
عوض: سحلب و شاي!
هنا تتعالى ضحكات الطلاب لسذاجة جواب عوض و عدم و جود علاقة منطقيه (بنظرهم)
بين ما كتبه الدكتور و الجواب.
أحس الدكتور بخبرته أن عوض لم يقل ما قال على سبيل “الهبل”، فهو لم يأبه لضحكات زملاءه الساخرة و بدا واثقا من جوابه.
تدخل الدكتور بسرعه للسيطره على الموقف و أمر الطلاب بالهدوء، ثم سأل عوض: كيف يعني “سحلب و شاي” يا عوض؟
عوض: بالنظر الى المعنى الحرفي للكلام، لا يجب علينا ان نفهم غير ما هو مكتوب على اللوح. و لكن بالنظر الى السياق العام الذي يمكن ان تقال فيه مثل هذه العبارة، و تحليلي البسيط لما بين السطور،
يقودني فهمي المتواضع الى الإستنتاج
ان وظيفة مستشار لشؤون العشائر في وزارة الداخلية قد تكون اعلى رتبة من وظيفة محافظ أو مساوية لها من حيث طول و عرض المكتب، و لكنها وظيفة “شكليّه” ليس لها واجابات تذكر او وصف وظيفي فعلي، و أنها وجدت على السلم الوظيفي في وزارة الداخليه لغايات ال “مِرْضَوَه” لأحد الأصحاب او الأحباب او من يمكن ان” يحرد” عند “تفنيشه” من منصب حيوي. لذلك و بناء على ما قيل، يخدم المسؤول في هذه المنصب “داير من مكتب لمكتب، يشرب شاي بالصيف و سحلب بالشتويه”.
الدكتور: قوم إطلع من القاعة!!! ركاض بوجهك عالمسجل إسحب الماده… انته حرام تضيّع وقتك مع هذول السنافر لأنك معلم براجماتيات!!!

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى