ريلاكس ..

مقال الأحد 20-8-2017
النص الأصلي
ريلاكس ..
ظل محتّداً طوال حياته، إذا ما تأخّر الموظف بإنجاز المعاملة كان “يقيم الدنيا ولا يقعدها”، إذا ما انفرد شوفير الباص بوضع شريط أغان لا يناسب ذوق الركّاب يحتجّ ويتشاجر مع السائق والكنترول ثم ينزل في منتصف الطريق “مقطوع الأزرار” محلول “الإزار” ، إذا ما أوقف أحدهم سيارته بشكل خاطئ أو أغلق مدخل بيت كان يتصل بالشرطة ويحاول أن يقوّم الخطأ بيديه ..بالمحصّلة ، غالباً ما كان يعود إلى بيته “مهبّر” ،”مخمّش” لا يخلو شبر في جسده الا و هناك عضة سنّ أو غرزة أظفر أو معطة شعر..
في نهاية المطاف أسرّت زوجته لابن شقيقها الطبيب عن “حقّانية زوجها” واعوجاج المجتمع والناس وطلبت منه وصفة لعلاج المجتمع ..ضحك الطبيب القريب وقال لها، “نكبّر دماغ” جوزك أسهل، فوصف لها دواء مهدئاً ليس له أية آثار جانبية تجعله يتعامل مع كل ما يراه ببلادة مطلقة وهدوء شديد، ومنذ ذلك اليوم كل ما يجري في الوطن هو مدعاة ابتسام وزفير طويل للحجي..
**
أول أمس كنت سأحتد وأكسر شاشة التلفاز على “طريقة ابي يحيى”،ثم تراجعت باللحظة الأخيرة ،وقلت في نفسي ما ذنب أولادي حتى احرمهم من “طيور الجنة” و”كراميش” و”ماما جابت بيبي”، اتصلت بالختيار بشحمه ولحمه وأعطاني اسم الدواء الذي يتعاطاه ، اشتريته من صيدلية قريبه ثم تابعت رئيس حكومتنا وهو يشرح ويشطح لبرنامج (ستّون دقيقة)..وعندما علّق على موضوع حادث السفارة والإفراج عن القاتل بعد يوم واحد قائلا: ( لم يكن هناك بطء في التعامل مع حادث السفارة وأيّ تصريح متسرِّع كان سيؤدي إلى فقدان حقوقنا) ..تناولت شريط الدواء وأخرجت أول حبّة من مخبئها وشربت كوباً من الماء خلف حبّة (العقل) الأولى…ثم ابتسمت وأطلقت زفيراً طويلاً..(على أساس القانون الدولي أنصف فلسطين وطبّق بحذافيره قرارات مجلس الأمن على الكيان الاسرائيلي ،حتى ينصف مقتل الشابين..عن أي حقوق تتكلم يا حج مرزوق..ونحن نخرج من خازوق وندخل في خازوق..مثل هذا التبرير عيب ان يقال أصلاً )…
و عندما أسهب دولته في الانجاز وأكّد بكل جرأة على خلو حكومته من المحسوبية والفساد برغم هبوط ابنه بالمظلّة مديراً لخدمات المطار ،وبرغم أنه قد انهى عقد مديرة العطاءات م.هدى الشيشاني التي كشفت فساداً بقيمة 40 مليون كان سيذهب الى أحد هوامير السياسة والمقاولات ، وبقي مصرّاً على أنه لم يُسجّل على هذه الحكومة وشخوصها أيّ قضيّة فساد…تناولت الحبة الثانية من (حبوب العقل) وشربت كوباً آخر من الماء البارد..بعدها صغر التلفاز كثيراً كثيراً في عيني وأصبح بحجم “كاميرا الحجّاج” التي كانت تأتينا كهدايا من زوّار البيت الحرام ، أقلب الصور الثابتة للتمني والتسلية والاستمتاع الضوئي لا أكثر..

ما أوسع الدماغ عندما تتوه فيه “بـــُرادة ُ الكلام”..

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. والله يا استاذ احمد لو بتخض الميه 100 سنه ما طلعت منها زبدة . فاكتفي بقول الله تعالى حين قال بكتابه العزيز ( فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون ) صدق الله العظيم

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى