خليل قنديل .. الضحكة الموجوعة / اسماعيل ابو البندوره

خليل قنديل .. الضحكة الموجوعة

منذ عرفناه في اربد وهو يقدم الفرح والوجع على طبق واحد من محبة وأنسة .. وكان ضحكه المتواصل يدلنا على الكامن من أوجاعه ، ومع ذلك ومع فائض الأسى إلا أنه بقي واقفاّ على ثغور وجدانه المشبع بكل الطيبة والبساطة وثابتاً على أرضية ثقافية مهدها بخياره وجهده وصنعها بسيطة شعبية متقطعة وهو يبحث عن موقعه من الحياة .
لم يرد خليل أن يكون خارج المكان والزمان ولم يك يحب الهامشية والتهميش ولذا بدأ حياته يهدم السياجات والإعاقات التي تحول بين الانسان قليل الحيلة وإثبات كينونته ونجح في ذلك أيما نجاح واشتق الطريق الذي اختاره رغما عن كل الصعاب والعقبات .
آخر مرة رأيته فيها في عمان بدا لي فائق الضعف والمرض ولم يكن الضعف من مواصفات خليل ولا المرض ليغلبه وشعرت بأن شيئا قد انكسر في داخلي فليس ما أرى هو خليل الفتي الضاج بالقوة والحياة والمعنويات العالية ، ومع حزني عليه إلا أني أضمرت سؤالاً بداخلي حول ما يمكن أن يفعله خليل بهذا الجسد العليل وهذا العقل الصاحي والقلم الذي يشدّ يده إلى الكتابة إلى أن غاب وقلمه بيده وضحكة موجوعة ترتسم على محياه .
سمعت بخبر وفاتك يا صديقي وأنا في المستشفي فلم أجد ما أهرع إليه سوى أمل دنقل لعلنا نحن الأموات الأحياء نجد في كلماته الحكيمة الموجوعة أيضاً القليل مما يعزي ولا مهرب في النهاية من الكلمات التي بلا أنفاق تخفي المعاني

الطيور .. الطيور
تحتوي الارض جثمانها .. في السقوط الاخير
والطيور التي لا تطير
طوت الريش واستسلمت
هل ترى علمت
ان عمر الجناح قصير .. قصير؟!
الجناح حياة
والجناح ردى .
والجناح نجاة .
والجناح سدى !

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى