ثلاثة سيناريوهات محتملة لهجوم أمريكا على كوريا الشمالية

سواليف

نشرت صحيفة “لي أوكي ديلا غويرا” الإيطالية تقريرا سلطت من خلاله الضوء على آخر مستجدات الصراع القائم بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية، الذي تفاقم مع انضمام بيونغ يانغ إلى مجموعة الدول المالكة للصواريخ الباليستية العابرة للقارات، ما أصبح يشكل تهديدا مباشرا على واشنطن.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″، إن التهديد الحقيقي بالنسبة للولايات المتحدة لا يتمثل في إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ “KN-20″، وإنما في الصواريخ ذات “مركبات العودة” القادرة على العودة من الغلاف الجوي وضرب الهدف بكل دقة.

ومن جهتها، ترى الولايات المتحدة أن قدرة هذه الصواريخ من شأنها أن تشكل تهديداً مباشرا لمصالحها ولأمن أراضيها. وعلى خلفية وضع كوريا الشمالية للقارة الأمريكية ضمن نطاق أهدافها الصاروخية لأول مرة، توجه الرئيس ترامب بخطاب تهديد إلى نظيره، كيم جونغ أون، بغية ثنيه عن استهداف الولايات المتحدة، كما توعد بحرب لم يسبق لها مثيل، في حال واصل مخططه.

وأفادت الصحيفة أن كوريا الشمالية لم تخضع لتهديدات ترامب، وقد سلحت نفسها بصواريخ مضادة للسفن كرد على التهديدات الموجهة إليها. ولكن، ماذا لو صدقت الولايات المتحدة في توعدها، ونفذت تهديدها؟ فكيف سيكون الهجوم الذي ستشنه على كوريا الشمالية؟

وذكرت الصحيفة أن الترسانة النووية لكوريا الشمالية تعتبر مصدر التهديد الأول بالنسبة للولايات المتحدة، لذلك من المحتمل أن تسعى إلى القضاء عليها، لتخلص إلى أن هناك ثلاثة سيناريوهات مختلفة لطبيعة الهجوم الذي سيطال كوريا الشمالية.

وبينت الصحيفة أن السيناريو المحتمل الأول يتمثل في تنفيذ هجوم ضد كوريا الشمالية قصد ضرب منشآتها النووية. في هذا السيناريو، من المحتمل أن تسعى الولايات المتحدة إلى استهداف كوريا الشمالية عن طريق الغواصة النووية “ميشيغان”، التي وصلت في الآونة الأخيرة إلى المياه الكورية، بمرافقة حاملة الطائرات “سترايك غروب”.

بالنسبة لكوريا الشمالية، يعتبر هذا السيناريو كافيا لإلحاق أضرار جسيمة بمفاعلات القاعدة النووية “يونبيونغ” و”تايشون”، فضلا عن المنشآت الثانوية، وتجدر الإشارة إلى أن هذا السيناريو يعتبر الأقل تعقيداً ووحشية مقارنة بالبقية، نظرا لأن الهجوم يستثني المدنيين.

وأشارت الصحيفة إلى أنه من المؤكد أن تنفذ كوريا الشمالية هجوما مضادا، يمكن أن يتمثل في ضرب أهداف تابعة للولايات المتحدة، على غرار حاملة الطائرات “سترايك غروب”، والقواعد الأمريكية في اليابان، وكوريا الجنوبية، أو إطلاق صواريخ قصيرة أو متوسطة المدى، محملة برؤوس حربية تقليدية.

وذكرت الصحيفة أنه في السيناريو الثاني، من المحتمل أن تعمل الولايات المتحدة على تدمير المنشآت العسكرية، إلى جانب المنشآت النووية والصاروخية. وفي هذه المرحلة، ستطلب الولايات المتحدة الدعم من القوات المسلحة التابعة لكوريا الجنوبية والبحرية اليابانية، لأجل القضاء على المفاعلات وقواعد إطلاق الصواريخ التابعة لكوريا الشمالية، فضلا عن مواقع تخزين الصواريخ المحمولة، وتلك التي تخزن فيها الأسلحة الكيميائية والبيولوجية.

وفي حديثها عن الهجوم المضاد المحتمل لكوريا الشمالية، أوردت الصحيفة أن هذا السيناريو سيكلف الولايات المتحدة خسارة قواعدها المتمركزة في كل من اليابان وكوريا الجنوبية، فضلاً عن ذلك، من المحتمل أن تطال الصواريخ التابعة لكوريا الشمالية الولايات المتحدة الأمريكية أيضا، خاصة أنها أصبحت ضمن محور الهجوم الذي وضعته.

وقالت الصحيفة إن السيناريو المحتمل الثالث، سيكون عبارة عن هجوم واسع النطاق، كانت قد أدرجته الولايات المتحدة في مخططها التنفيذي السري “أوبلان 5015″، لأجل تدمير كوريا الشمالية والشروع في توحيد شبه الجزيرة الكورية.

وفي إطار هذا المخطط، ستعمل الولايات المتحدة على تسديد ضربة وقائية ستشمل المنشآت الأساسية العسكرية لكوريا الشمالية، ومخازن الأسلحة، وكذلك كبار قادتها. كذلك، من المحتمل أن تنفذ هذا المخطط بالاعتماد على أسلحة نووية تكتيكية، حيث سيقع استهداف المقرات الرئيسية في كوريا الشمالية، بما في ذلك القوات المسلحة، ومراكز الاتصالات والقيادة، ناهيك عن قواعد إطلاق الصواريخ، حيث توجد مختلف القوات المدرعة.

وأضافت الصحيفة أن هذا هجوم من شأنه أن يدفع كوريا الشمالية إلى خوض حرب فعلية ضد الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان. وخلال هذه الحرب، قد تستخدم بيونغ يانغ ما يربو عن 50 رأسا نوويا لأجل ضرب المدن الكبرى، والمنشآت العسكرية التابعة لكوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة.

بالإضافة إلى ذلك، يكمن الخطر الأكبر بالنسبة للولايات المتحدة في طبيعة القوات المسلحة وسكان كوريا الشمالية، الذين عمل الحزب على تسليحهم وتدريبهم على يد الميليشيات الشعبية. كما تخشى واشنطن من التهديد الذي يشكله الجيش، الذي يتضمن ما يربو عن 900 ألف جندي.

وأشارت الصحيفة إلى أن القوات العسكرية التابعة للقوات الكورية تشكل تحدياً بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها. فضلاً عن ذلك، ستساهم هذه القوات في عرقلة عملية نشر القوات الأمريكية في المنطقة. وبذلك ستستغرق القوات الأمريكية وقتا طويلاً حتى تكون على أهبة الاستعداد لغزو كوريا الشمالية، علما بأن هجوم القادة الكوريين المضاد دائما ما يكون فوريا وباستعمال كل القوى المتاحة.

وذكرت الصحيفة أن هذه السيناريوهات تعتبر الأكثر احتمالا في حال نفذت الولايات المتحدة ضربتها الهجومية ضد كوريا الشمالية. ومع ذلك، قد تتضمن هذه المسرحية سيناريوهات أخرى خفية، على غرار الدور الذي ستضطلع به الصين لأجل إعادة توحيد شبه الجزيرة الكورية وتحقيق مصالحها في المنطقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى