ترامب هنا.. الشرور والفرص / عمر عياصرة

ترامب هنا.. الشرور والفرص
حول زيارة ترامب الى المنطقة ( الرياض ثم فلسطين المحتلة )، هناك الكثير ليقال، فالمنتظر ان التحالفات القديمة بين دول المنطقة والولايات المتحدة سيتم تجديد عقدها بظروف وشروط واثمان جديدة.
دعونا نتحدث بما هو على الارض دون تحليق في الفضاء، فالخليج في عهد اوباما ذاق الامرّيّن، وحقيقة الأمر أن أميركا أوباما لم تخلف في المنطقة سوى الحروب والدمار وملايين القتلى واللاجئين.
ادارة عاجزة، تركت المنطقة للفراغ، وبسبب هذا العجز تحولت روسيا الى قوة عظمى تسيطر على المنطقة، كذلك ازدادت قوة إيران على حساب الدول العربية، وظلت القضية الفلسطينية مسألة هامشية مهملة تبحث عن منقذ.
لا يملك العرب ملء الفراغ، هذه هي الحقيقة، وقد ازدادت هذه الحقيقية نصوعا في فترة اوباما، فالفراغات كانت نهبا لنهج ايران المعادي، وظهرت روسيا في المشهد كما لم تظهر سابقا، وشعرنا ان الرياض تتحسس رأسها وجودا وعدما.
كلفة عودة اميركا للمنطقة ستكون باهضة الثمن الاقتصادي والسياسي، فمن ناحية، هناك ارقام من المليارات يجري الحديث عنها كعامل تحفيز لترامب كي يجدد الحلف ويكبح طهران ويعيد الود القديم في الدفاع عن الخليج.
مئات المليارات لإكرام الزائر التاجر رغبة في ارضائه وترويضه، لكننا لا نعلم كم سيقبض من الاثمان السياسية مقابل كبح تهديدي «ايران وداعش».
نعم إنها زيارة الابتزاز وغياب الخيارت لدى العرب، لكن السؤال مرة اخرى: اين سندفع الكلفة السياسية الاكبر، في اي الملفات: اهو تقسيم سوريا، ام تصفية القضية الفلسطينية كما يريد معسكر اليمين في اسرائيل؟
السفير الاميركي في تل ابيب ديفيد فريدمان طمأن الإسرائيليين الى موقف ترامب من عمليات الاستيطان. وأكد أن الرئيس الأميركي لا يحمل خطة سياسية أو خريطة طريق، لذلك استبق 800 عضو في حزب «الليكود» ليوقعوا على عريضة تطالبه بضرورة تطبيق السيادة الإسرائيلية على مستوطنات الضفة الغربية.
انا قلق ومشاعري مضطربة وكذلك مواقفي، فلا اخفي سعادتي بضرب الولايات المتحدة لقوات الاسد التي تقدمت الى حدودنا، فشعرت بصدق الحليف، لكن فجأة تذكرت الاثمان التي قد تدفع في فلسطين وغيرها فارتعب خاطري.
على كل الاحوال، موازين القوى لم تعد تخدمنا، فالخيارات ضيقة، والتحديات متدحرجة، لكننا لن نتخلى عن مبادئنا بالقول ما احوجنا الى اختراقات خلّقة لمسار ضعفنا وتبعيتنا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى