المشهد الانتخابي!

المشهد الانتخابي!
د. مفضي المومني

اما وقد حُسم أمر الانتخابات النيابية بتصريح جلالة الملك، فالشعب الأردني بإنتظار اكبر موجة استهبال وكذب ودعايات خنفشارية من قبل المترشحين، وكأن شعبنا ناقصه بطولات وعنتريات ووعود لا تنتهي، يطويها النسيان وتصبح ليست ذات معنى بعد نجاح النائب المبجل!
من هم المترشحون؟ في ظل الفقر والعوز السياسي وانعدام الفعل للأحزاب السياسية التي تعدت الخمسين لا يوجد اي تيار سياسي ايديولوجي صاحب برنامج عدا الأخوان المسلمين، وهم حتى لو شاركوا غير مؤثرين ولهم حصة محددة، لا يسمح بتجاوزها والله اعلم، إذا فغالبية المترشحين أفراد عاديين لديهم رغبات جامحة بتسيد المشهد الإجتماعي وأخذ دور ما من خلال النيابة، وأعتقد والله أعلم أن هّم الناس والإصلاح والعمل النيابي الفاعل لا يأخذ خمسة بالمئة من إهتماماتهم، ويبقى همهم الأوحد تحقيق أهداف ذاتية فردية، للعلم المترشحين بالغالب، أفراد متقاعدين من سلك الدولة، وبعد الوظيفة التي كانت تحقق لهم ذاتهم وجدوا نفسهم مجردين من الألقاب، وفي ظل نسيان الدوله لهم يريدون أن يثبتوا ذاتهم ويحصلوا على المقعد النيابي نكاية بالحكومة أو ليقولوا نحن هنا، الفئة الثانية من المترشحين هم اصحاب الثروات والشركات والمال السياسي، وهم بالغالب مشبعون ماديا ولكن ينقصهم الجاه والوجاهة، وليس لديهم مشكلة بدفع الملايين من اجل كرسي النيابة، والذي سيحقق لهم مكانة اجتماعية إضافة إلى نفوذ سياسي ينعكس غالباً على اعمالهم التجارية من خلال مقايضات وشراء مواقف مع الحكومة، وفي الحالتين السابقتين أجزم أنهم يبحثون عن انتصارات واوضاع ومصالح شخصية، وقد يكون السبب قانون الإنتخابات وكذلك الحكومات التي تسعى دائما لإنتاج مجالس نيابية ضعيفة غير مؤثرة سهلة التدجين ديكورية لتكملة المشهد الديموقراطي العاثر!، وهذا ما يحدث إلى تاريخه،
ثم هنالك بعض الشخصيات المعارضة، ولو إسما! معدودة على أصابع اليد، وتشتهر برفع سقف النقد والمعارضة، لدغدغة عواطف الناس والشعبوية، وحتى إذا كانت صادقة فهذه الفئة غير ذات أثر، وتكتفي بتسجيل المواقف والبطولات ، ولا أنسى فئة الكوتا والتي بالغالب تنتج سيدات مغمورات يمضين فترة النيابة في تلمس ردهات المجلس وساكنيه! ، ولا أنسى فئة العابرين للمجالس نواب الخدمات، خلطة سحرية تقلب السحر على الساحر، فلا الحكومة تجد مجلسا يراقبها ويصححها، ولا الشعب يجد مجلسا يناصره ويقف معه ضد تغول الحكومات، ويبقى الفلم شغال… دعايات إنتخابات… مشاركات وتواجد في الأفراح والأتراح… لكسب ود الناس، توزيع الأعطيات، فتح التلفونات والتي كانت مغلقه أو ستغلق بعد الفوز، وفي ظل هذا وذاك يجد المواطن نفسه ضحية لكذبة كبيرة إسمها مجلس النواب، الذي في الغالب لا يمثله ولا يحمل همه.
والمضحك المبكي في بلدنا، في الإعلان لأي وظيفة ستجد مجموعة من الشروط والمؤهلات المطلوبة، أما عضوية مجلس النواب فهي مفتوحة لمن هب ودب، مع أهمية عمل النائب ودوره الرقابي والتشريعي، غالبية المترشحين ليس لديهم بعد سياسي او تشريعي أو خبرات يتطلبها عمل النائب، يكفي أن تكتب نزولاً عند رغبة الأهل والأصدقاء وأبناء العشيرة وووو… قررت ترشيح نفسي، وبهذا تفرض نفسك على القوم، وتوصف فيما بعد مرشح سابق أو فاشل ..! مشهد يتكرر، ونذهب للصندوق محملين بوزر إنتخاب من هو أقل سوءً، لأن جميع المترشحين غير مقنعين لشغل عضوية مجلس النواب، وبعضنا يذهب حاملا إثم الإنتخاب لقريبه او ابن عشيرته حتى ولو كان غير مقنع، الخلاصة، سندخل بفترة تنويم مغناطيسي من الآن وحتى انتهاء الإنتخابات على الصيفية القادمة، ونصحوا على صدور الكنافة مهنئين من فاز ومحاسبين انفسنا على سوء الإختيار ولكن لا مجال للتصحيح… وعلينا الإنتظار للدورة القادمة… ويتكرر المشهد… ..حمى الله الأردن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى