التهمة الجاهزة..

مقال الاحد 13-3-2016
التهمة الجاهزة..
صاحب الرأي و الموقف و التوجه لم يعد بحاجة إلى أخد قياساته لتفصيل تهمة له، فالتهم جاهزة ومعروضة بكثرة على علاقات التشهير وما على الطرف المناهض لرأيك الا ان ينزلها ويضعها على كتفيك الرقيقتين..
إذا طالبت بمجانية التعليم فأنت (شيوعي) وإذا عارضت الحكومة فأنت (إخوان) وإذا أثنيت على قرار صائب للحكومة فأنت (مخابرات) إذا أحببت وطنك فأنت (إقليمي) إذا بُحت بحبك لوطن شقيق فأنت (منافق) اذا تألمت لإبادة شعب شقيق فأنت (طائفي) ، اذا شككت بقدرات الفصائل السورية على إدارة البلاد فأنت مدعوم من (نظام الأسد) إذا انتقدت نظام الأسد فأنت مدعوم من (قطر)، اذا قلت أن أمريكا وراء ما يجري في المنطقة فأنت تقبض من الــ( KGB) ،وإذا استنكرت الاحتلال الروسي لكل شيء عربي في سوريا فأنت من جماعة الـ( CIA)…واذا سكت وأحبطت ولم تبد رأيك بأي شيء حتى بركبتيّ هيفاء وهبي او اعتزال شيرين عبد الوهاب فإن أحدهم سيقول لك: “مالك ساكت.. شو اشتروك”؟؟..
التهم الجاهزة حولت الشعب الى ستة ملايين ضابط ارتباط لجهات خارجية ، حيث من المستحيل ان تجد صاحب رأي أو موقف حر في البلد الا وتم تصنيفه على حزب او جبهة او جهاز استخبارات عالمي..
هذه التهمة غالباً ما تصرّف بـ”المُفرَّق” لأصحاب الرأي ، لكن في بعض الأحيان تصرّف بــ”الجملة” ايضاَ ..تماماً كما حدث في تصريح رئيس الجامعة الأردنية عندما وصف الطلاب المعتصمين بأنهم يتحركون بتوجيهات خارجية…وربما لولا أنه يريد الرواية ان تبقى داخل أسوار التصديق لقال أن دولاً عظمى تدفع الطلاب للاعتصام والتشويش على إدارة الجامعة…مع أن الطلاب لا يتحرّكون إلا من وجعهم الذي يقرصهم في جيوبهم وينهشهم في كتبهم التي لا يستطيعون تأمينها…
اذاً حتى النخب الأكاديمية لم تتوان هي الأخرى من فتح “بالة” التهم وتوزيعها على المخالفين للقرارات الجامعية كما يفعل أصحاب حسابات الفيس بوك، فإن لم تصبح “خروفا” في فطيع فأنت قطعا مدعوم من جهات خارجية وتسعى إلى الخراب …الغريب انه كلما دق الكوز في الجرّة..يثبت المسؤول الأردني عند وضعه على محك الديمقراطية أن في داخله “قذافي” صغير …كلمة السر في التعنت والأوحدية ..من انتم؟؟
نحن كل شيء..

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmai.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

  1. هي حالة تمثل مرض نفسي أسبابها حب الزعامة.. والشعور بالأهمية(العظمة) ويستحسن الحجر عليهم.. هذا والله أعلم..!

  2. (يثبت المسؤول الأردني عند وضعه على محك الديمقراطية أن في داخله “قذافي” صغير) … تعبير رائع!

  3. تهم جاهزة .. معلبة ومجمّدة .. بالزيت او بالقطر .. مجففة بالشمس او بالظل … ومنها ما هو محفوظ بالملح والخل … ولكن العامل المشترك فيها اننا لم نصنعها وانما صنعها الفكر التضليلي ومحاولة إلقاء المسؤولية بعيدا عن المسؤول .. كي يفلت من تبعات سياساته التي اجبرتنا على التأوّه بصوت مرتفع
    مالحة .. حارة .. حتى لو كانت مغموسة بالسم … سيبقى الوطن .. ونحن معه هنا باقون

  4. فليلصقوا بي كل االتهم..وليذهبوا الى محاكم الدنيا..وليقدموا اوراقي الى كل المفتيين …فانا ميت فيك يا وطني …احبك واشفق عليك .اقدسك وأصلي من أجلك ..فلتشهد السهول كم ركضنا على أرضك ..ولتشهد شقائق النعمان كم بحثنا عنها على جبالك..فليشهد ترابك كم عبقنا بعبيره حين يعانق امطارك…يا سماء بلادي أمطريني حبا وأغمريني عشقا ..فاذا كان حبك تهمة فانا اول المتهمين واخر التائبين عن حبك ….

  5. أني ملاحظ انه لكتاب المقالات البترولية حصة اكبر في النشر على صفحة سواليف وان هناك كتاب محترمين شرفاء ومعروفين ليس لهم نصيب في النشر هنا يحضرني مثلاً اسم كاتب الاردن الاول الوطني فهد الريماوي
    هل هناك سبب “تهمة” وجيهة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى