أيتام عبد الله النسور و عاطف الطراونة / خالد عياصرة

أيتام عبد الله النسور و عواطف الطراونة
صديقان معا صعدا, ومعا اتفقا على الخطوط العريضة المحرمة التي يتوجب الابتعاد عنها.

استمر الوفاق إلى أن اشتعل الخلاف على المصالح والمكاسب.

تحولت الاردن الى ساحة حرب.

تخندقا, ولحق بهما ديدان وطفيليات وبعض من البكتيريا الضارة.

الحرب التي اشتعلت ومعارك كسر العظم التي شنت, لم تدع أحد من شرورها, فأنت إن لم تكن مع محمد الذهبي مدير المخابرات الاسبق, حتما ستكون مع باسم عوض الله رئيس الديوان الملكي.

نتائج الخلاف والعداء المتبادل بين الرجلين, ضرب أعماق الدولة ومؤسساتها, خصوصا مع تكاثر التابعين حولهما.

استمر الحال لشهور, إلى أن جاء الفرج بإقالتهما.

بقدرة فاسد تحولت الديدان والطفيليات والبكتيريا التي التصقت بالرجلين لأصوات وطنية تلوذ عن حمى الأردن.

صديقين كانا, إلا أن المحيطين بهما لهم جزء كبير في ضرب عرى الصداقة, لإيجاد مكان لهم, ولتمويل سهراتهم وصولاتهم وكؤوسهم الدوارة, كما اقلامهم ومقالاتهم وضمائرهم ومبادئهم التي تباع وتشترى.

هؤلاء على كثرتهم, زينوا للرجلين السوء من قول وفعل, تحولوا لاحقا إلى أيتام يتنقلون من مائدة إلى أخرى, ومن سهرة إلى أخرى.

هم انتجوا, حربا أضرت الأردن ومؤسساتها, ونحتوا مصطلحا في السياسة الاردنية, باتوا يعرفون به, أيتام محمد الذهبي وباسم عوض الله !

أيتام ضربوا ركائز الدولة نتيجة عدم المسؤولية الوطنية, فخطورتهم أعمق من خطورة الصراع الذي دار ما بين الذهبي وعوض الله بذاته.

والخاسر هنا الأردن.

اليوم تعود اللعبة الخطرة الى المشهد من جديد.

يشتعل الصراع ما بين السلطة التشريعية ممثلة برئيس مجلس النواب عاطف الطراونة, والسلطة التنفيذية ممثلة برئيس الوزراء عبد الله النسور.

الجوقة عينها التي أحاطت بالذهبي وعوض الله هي ذاتها التي تحيط بالرجلين اليوم.

فإن لم تكن في فلك عبد الله النسور, أنت حتما في سفينة عاطف الطراونة. وفق سياسة إن لم تكن معي فأنت ضدي !

وكأنما الأردن في ظل الظروف التي تحيط به داخليا وخارجيا, يحتمل مثل هذه الصراعات, وكأنما الدولة محصورة في خيارين لا ثالث لهما. خياران يعطلان عمل الدولة ويعيقان حركتها.

الغريب في المشهد أن السيد فايز الطراونة هو عراب رئيس الوزراء ومحركه الفعلي, الهدف الظاهر هو إزاحة عاطف الطراونة من سدة مجلس النواب, والتحضر لتسلم مفاتيح الدوار الرابع خلفا لعبد الله النسور.

انظروا إلى كيفية إدارة ملف إعتصام طلبة الجامعة الأردنية مثلا, انظروا إلى ما دار بين رئيس الوزراء ورئيس الجامعة الأردنية الدكتور إخليف الطراونة الذي رفض التجديد له – الحقيقة تقول أنه ضحية صراع سياسي بين رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب – من قبل مجلس أمناء الجامعة الأردنية. دون إقالة مجلس أمناء الجامعة والذي هو أساس المشكل.

انظروا إلى طبيعة الحوار وكيفة رد المهندس عاطف الطراونة على رئيس الوزراء ! أهكذا يتم تعيين المسؤولين في الدولة بهذه الصورة البدائية ؟

نتائج الصراع الدائر بين رئيس الوزراء عبد الله النسور ورئيس مجلس النواب عاطف الطراونة خطرة جدا, خصوصا مع تكاثر الديدان والطفيليات والبكتيريا الضارة حولهما.

فهل نشهد قريبا أيتاما لكل منهما يخلعون ثوبا ويلبسون آخر كما عاهرة ملقاة على الرصيف.

‫#‏خالدعياصرة‬
kayasrh@gmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى