أخلاق ألمانيا التي تنقصنا / كامل نصيرات

أخلاق ألمانيا التي تنقصنا
يقشعر شعر بدني وأنا أقرأ خبر منع السلطات الألمانية لأهالي بلدة (أرنسبرغ) من استخدام الألعاب النارية في احتفالات رأس السنة التي اعتادوا كل عام استخدامها بشراهة لأن في بلدتهم لاجئين سوريين وأصوات المفرقعات و دويّها يذكرهم بمآسي الحرب في سوريّة ..! نعم ..يحدث ذلك ..في ألمانيا ..الكافرة ..ألمانيا التي سيدخل غالبية شعبها النار لأنهم ليسوا على ديننا ..! أمّا نحن أصحاب الدين والذين نصادر أحلام الناس وسعادتهم .. نوزّع عليهم الجنة و النار حسب (الشيخ) الذي نلهث وراءه ..نحن الهاربين من الفراغ إلى الفراغ..والراكضين بين الجنس والقتال..فإننا نفتح عزاءً في شارع و في الشارع الذي يوازيه عرس أجمل أغنيه فيه (اللي بتقصر تنورة)..في ذات العمارة يموت من يموت و لا يجد من يقول لأهله من جيرانه في طوابقها : عظم الله أجركم ..!
في ألمانيا ..يخشون على أطفال سورية من الهلع ..وفي سورية لا يخاف أمراء الحرب فيها على سوريّة من الهلع فهم يهلعونها كل دقيقة ..! وفي كندا ..يستقبل أطفالها؛ أطفال سوريّة بـ: طلع البدر علينا ..! و نحن نضيق ذرعاً بضيف أو عابر سبيل : امشي حلّ عني ..أو اقرأ سورة فارق ..أو انقلع ..أو أو ..! أخلاق ألمانيا أكبر منا جميعاً ..و إذا كان (الدين المعاملة) كما قال رسولنا الأعظم ..فماذا نسمّي معاملة ألمانيا للاجئين السوريين ..؟ هل سيخرج علينا من يقول لنا : إنها سياسة كي يضحكوا علينا ..إذن فليضحك علينا زعماؤنا بهذه الطريقة ويعاملوننا هكذا ..!! أو سيقول أحدهم : إنها مؤامرة ..فليتآمرْ علينا كل المسؤولين العرب بذات المؤامرة و نحن لهم من الشاكرين ..!.
يا سادة : ليت لنا بعض أخلاق ألمانيا ..كي لا تموت فينا إغاثة الملهوف التي كنّا أسيادها ..!. –

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى