يا ليل أطِل ما استطعت

يا ليل أطِل ما استطعت
نور الجابري

أطِل بالرحيل و أخّر قُدوم الضياء
يا ليلُ أطِل ما استطعت
تقدم ببطء فإني أخاف الصباح
تقدم بعكس اتجاه الرياح
و سِلم لها كلّ قواك
كأنكَّ الان فقط إنتشيت

يا ليل إنّي رَهينُك
فافعل بيَ ما تُحب و كيف تشاء
و مَزقني
و أخبرني إذا ما إنتهيت
أو عاملني كما الضيف
ثلاثا من الأيام و الأمنيات
تأكّد أنّي بخير فقط و أنّي من الفَرح إرتويت

أُتركني لخوفي من الغدِّ المُحتَمل
أُفكّر في فكرة عارضة
فيها كثير من الظّن وقليلا من الأمل
و إذا ما إبتَسَمتُ أنا
إحتجزني قليلا
و أخبرني بأني … صابني في الحلم خللّ
يا ليل قلي إذا ما شَردتُ و حينَ إستفقتُ
ما اللذي أغرقها مني المُقل
يا ليل تدري ؟؟
أنتَ الوحيد الجميل بقَدَري
و أنتَ الصديق الوحيد
سواكَ الجميع رَحَل

يا ليل إذا حَانَ موعد الافتّراق
فارق بلطف دون عناق
و لا تَزِدّ في مقلتيَ البلل
أنا الان دُونَك
لكنني قد أزورك ليلا
كي سويا نقتل بعضَ ذاك الملل

أجمل الاوقاتِ أنتَ
و أصعب الأحضان أنتَ
وأجمل ما قِيلَ في لغة الغريبة من معاني و من جُمَل
يا ليل إنتظرني ببطء
فأنتَ الوحيد الذي قد رآني
حزينا ..وحيدا..شريدا..ثَمل …
و أنتَ الغريب أنتَ القريب
و أنتَ الحادث أنتَ الحدث
و أنتَ الشهيد إذا ما افترقنا
ف خَبّر الصُبح عَني وكُن شاهدي ..
على كلِّ ما قد حَصل..