وتُنسى القصة!.

وتُنسى القصة!.

مقال الأربعاء 15- 9 – 2021

خاص سواليف

نحن جميعاً #مشاريع #براويز على الحائط ، وصورنا مجرّد خلفيات شاشات أحبّتنا.. #الإنسان أرخص من أن ينظرون إليه ، أو يستمعون الى وجعه او تلفت انتباههم قصصه..
تموت #طفلة بسبب #إهمال #طبي، يحتج الناس خلف شاشات أجهزتهم ، يُغرق الحزن مواقع التواصل الاجتماعي ، تتشكّل لجنة..يختزل #الحزن الكثيف كله على شكل دمعة تسيل في الليل على خدّ الأم وتنسى القصة…
يموت طفل بسبب إهمال طبي، يحتجّ الناس خلف شاشات أجهزتهم ، يُغرق الحزن #مواقع #التواصل الاجتماعي ، تتشكل #لجنة، يختزل الحزن الكثيف كلّه على شكل دمعة تسيل في الليل على خد الأم وتنسى القصة..
لا يعالج الخلل،ولا تتحسّن #الخدمات الصحّية..هم يريدونها هكذا “خرابات صحّية” بموازنات قليلة وكوادر منهكة ، من يملك ثمن علاجه سوف يهرب للخاص ولا يراجع #المستشفيات #الحكومية سوى الفقير المعدم والمشرّد والمقطوع..ثم تأتي سيدّتي الخصخصة تستحوذ على القطاع الطبي الحكومي بثمن بخس، ثم تديره على طريقتها..الا تذكرون لقد أصدر إله المال – صندوق النقد الدولي- إلى عبيده قبل سنوات فرماناً بضرورة خصخصة التعليم والصحّة..وها هم به ماضون..
**
على بعد كيلومترات قليلة من أهم مستشفى حكومي متهالك وينزف ، وكوادره قليلة ومتعبة…لدينا متحف دبّابات كلّف ملايين ونحن لا نصنع طلقة واحدة ، هل نحن بحاجة الى متحف دبابات؟؟؟ أنا مع متحف الدبابات عندما نبني المجنزرة من الصفر ، من مخطط الورق الى القذيفة ، هنا جميل أن نري العالم فخر صناعتنا ، لكن متحف للمشتريات والمساعدات؟؟ ما الغاية؟!
وفي أكثر المناطق حاجة وعوزاً لمستشفى المؤهل..يطرح عطاء لبناء سجن جديد بكلفة 43 مليون دينار.. أيهما أولى أن تعالجني أم تعاقبني وتصادر حريتي؟…
يخرج رئيس الوزراء أو نائبه لافتتاح كازية بموكب لا يقل عن عشرين سيارة قيمة هذه السيارات يؤهل قسم طواريء كامل!..ويقيم الرئيس وليمة للنواب “من باب إكرام الذمم”…في مشهد انفاصمي وانفصالي عن مشاعر الناس..دون أن يكلف خاطره ويقف على تفاصيل ما حدث للين وغنى…
سؤالي الأخير..يا ترى هل تعيين الأطباء بنفس كثافة تعيينات أفراد الدرك؟…أجيبوني أنتم…وبعدها اسألوني عن الإنسان!..
**
لقد قرّرت اعتزال الحديث عن شؤوننا البائسة منذ زمن ، لأن كل ما يجري مهزلة ، وأحد لا يعنيه الوطن كوطن، ربما يعنيه المنصب،أو رضا اللات والعزّى ، لكن لا أحد يحترق قلبه لأجل وطنه..
اما أنا فتحرق قلبي ابتسامة طفلة كانت لديها أسراب أحلام ملوّنة ،لديها ألعاب صغيرة في خزانتها ،لديها كتب لم يقرأ منها سوى صفحتين ، رحلت بلا ذنب أو خطيئة سوى أنها مرضت ولم يلتفت أحد الى صراخها الضعيف ..ماتت الطفلة..
وانا اموت كل يوم..على وطن لا يلتفت على صراخه الضعيف أحد.

أحمد حسن الزعبي
Ahmed.h.alzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. الخطأ الطبي وارد في جميع الدول.. كما يوجد خطأ ميكانيك وخطأ هندسي ممكن ان يؤدي بحياة الناس.. يوجد خطأ طبي وليس تقصير طبي او حكومي يا عزيزي… تحياتي

    1. لا يا أخي القضيه مش قضية خطأ طبي زي ما انت فاهم مع احترامي الك. القضيه هي قضية اهمال و تقصير ولامبالاه (طبي) و الفرق كبير

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى