“موسيقانا لن تنطفئ”.. أمسية لـ “شباب النهضة” تسلط الضوء على أهمية الفنان بالمجتمع وتحيي ذكرى الراحلين السقار وبيضون

سواليف

عمّان- في أجواء بديعة لامست في روعتها عمق الروح والذاكرة، أعادت أمسية موسيقية “موسيقانا لن تنطفئ” الألق لذكرى وإرث الفنانين متعب السقار والمؤلف الموسيقي معن بيضون، وسط حضور شبابي وأهالي الراحلين، وتحت رعاية وزيرة الثقافة، هيفاء النجار.

الأمسية؛ جاءت بمبادرة من اللجنة الثقافية لشبكة شباب النهضة في منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، تقديراً للموسيقيين وإعلاءً لأصواتهم وتعزيز مشاركتهم في الحياة العامة، بالإضافة إلى التعريف بدور الفنان والموسيقا والموسيقيين في نشر ثقافة التجديد والإبداع والتماسك المجتمعي.

وتخليداً لذكرى الفقيدين، قالت الوزيرة النجار “كم أطربنا متعب السقار بصوته الشجي والدافئ وهو يغني للأردن بكل تفاصيله، وكم أمتعنا معن بيضون بموسيقاه ومؤلفاته التي وصلت للعالم العربي من خلال تعاونه مع الفنانين في الوطن العربي.. نعم سنحفظ اسميهما في دفتر الوطن وسجل المبدعين”.

واعتبرت النجار أن جميعنا لدينا رؤية شخصية ورسالة نريد إيصالها من خلال الفن والموسيقا، ما من شأنه تشكل ثقافة مبنية على الحوار والاختلاف واحترام الآخر، لافتة إلى أن “النهضة لا يمكن أن تتحقق بدون فعل عقلاني وثقافي وعاطفي وإنساني”.

بدورها، أكدت المديرة التنفيذية لمنظمة النهضة (أرض)، سمر محارب، على أهمية الموسيقا في رفعة المجتمعات ونشر ثقافة النهضة، إضافة إلى دعم المواهب الشبابية من كافة الأطراف وإشراكهم في المجال العام.

وشددت محارب أيضاً على أهمية دور الشباب من الفنانين والمثقفين في تحفيز المشاركة المدنية وضمان حرية الرأي والتعبير بشكل إيجابي وبناء يضمن شكل من أشكال المواطنة الفاعلة وتعزز الهوية المجتمعية الثقافية.

وخلال تقديمه للأمسية، رأى منسق شبكة شباب النهضة، عيسى نشيوات، أن الثقافة تعني تحول الكائن من مجرد الوجود الطبيعي إلى الوعي بهذا الوجود، مؤكداً أن الثقافة أيضاً أداة للتنوير وغيابها تضليل وجهل.

وتخلل الأمسية تكريم لذكرى الراحلين وإرثهما وتقديم دروع تكريمية لأهاليهما، تقديراً لما قدموه للفن الأردني على مدار سنوات، مع التأكيد على ضرورة تكريم الفنانين الأردنيين في حياتهم أيضاً.

فيما اعتبرت عضو اللجنة الثقافية في شبكة شباب النهضة، الموسيقية والإعلامية يارا جوبان، أن الموسيقا لغة حوار مع مستمعيها وهي من حق الجميع ويجب أن تخلد ذكرى من يحترفها، ومن هنا جاءت هذه الأمسية التي هي نتاج عمل وجهد وأفكار شباب النهضة. وأكدت على ضرورة تعزيز أطر التعاون بين الفنانين والجهات المعنية من مؤسسات رسمية ومؤسسات مجتمع مدني وتعزيز مشاركتهم المدنية وإيصال أصواتهم”.

من جهته، قال إبراهيم السقار، شقيق الراحل متعب: “لقد زرع متعب الفرح والسرور في قلوب الأردنيين، وها هو يقطف ثمار هذا الحصاد.. فمتعب لم يكن ابناً للوطن فحسب، بل كان ابن الأردن من أقصاه إلى أقصاه، وعلى مدار أربعين عاماً أسعد الجميع إلا نفسه”.

أما في ذكرى معن بيضون، فأشار صديقه الفنان ليث سليمان إلى أن الراحل بيضون عرف عنه مدى شغفه والتزامه وحبه للفن وما يقدمه للجمهور، متمنياً أن يكون هناك تكريم مستمر للموسيقيين والفنانين.

كما أكد الفنان ماهر حنحن، أن معن بيضون شديد الالتزام والترتيب في عمله، وعرف عنه شغفه الكبير بالموسيقا العربية منذ صغره، وقدم لأجلها الكثير مما أثرى الساحة الفنية الأردنية والعربية.

وقبيل انتهاء الأمسية، قدم شباب النهضة كلا من الفنانين: ماهر حنحن (درمز)، وليث سليمان (ناي)، وهمام عيد (القانون)، وعماد قاقيش (الجيتار)، والفنان عيسى الصقر والفنانة رمز ساحوري، باقة من الأغنيات والتلاحين المنتقاة للراحلين السقار وبيضون، محققين جميعاً في هذا التآلف والتناسق متعة فنية موسيقية راقية لفتت الأنظار.

يشار إلى أن السقار ولد في مدينة الرمثا شمالي الأردن عام 1959، ولمع نجمه في الأغاني الوطنية في أواخر التسعينيات، واشتهر بتقديم الأغاني التراثية والوطنية والأهازيج، وتوفي هذا العام بعد معاناة مع المرض.

أما بيضون، فهو موسيقي وعازف وملحن، أتقن العزف على آلتي “البيس جيتار”، و”الكونتر باص”، تلقى تعليمه في الأردن، التحق بالعمل في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون بقسم الموسيقى وهناك عمل على تنمية موهبته وتطويرها، وهو أحد مؤسسي فرقتي “الليدرز” و”بيانولا”، وتوفي، أيضاً، هذا العام بعد إصابته بفيروس كورونا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى